Connect with us

أخبار الرياضة العربية

إشبيلية من التألق أوروبياً إلى معاناة سبّبت أزمة واقتحامات



حسرة إشبيلية في مباراة أمام بلد الوليد على ملعب سانشيز بيزيخوان، 24 سبتمبر 2024 (Getty)

تحوّلت مسيرة نادي إشبيلية الإسباني من أمجاد قارية خالدة إلى فصول من الأزمات والتوترات الداخلية، لتنعكس تداعيات هذا التحوّل على نتائج الفريق بشكل مؤلم هذا الموسم، فبعد سنوات من التألق والتتويجات الأوروبية، يجد النادي الأندلسي نفسه في قلب معركة تفادي الهبوط، وهو سيناريو لم تعهده جماهيره في السنوات الأخيرة، وقد جاءت الهزيمة أمام سيلتا فيغو لتزيد الأمور تعقيداً، إذ كانت الشرارة التي فجّرت غضب الجماهير وأشعلت حالة من الفوضى بلغت ذروتها باقتحامات واحتجاجات في المدينة الرياضية، وسط أجواء يسودها الغضب والقلق والتوتر. 

وكشفت صحيفة ماركا الإسبانية، أمس السبت، أن بعثة الفريق تلقّت استقبالاً عدائياً بعد هبوطها في مطار سان بابلو  بإشبيلية، إذ فضّلت الإدارة مغادرة المطار سراً لتجنّب المواجهة المباشرة مع الجماهير، إلا أن المئات من مشجعي النادي لم يستسلموا، وتحركوا نحو المدينة الرياضية خوسيه رامون سيسنيروس بالاسيوس، حيث حاصروا البعثة ودخلوا في مشادات مع أفراد الفريق، كما أطلقوا هتافات معادية تطالب برحيل الإدارة، بل وصل الأمر إلى استخدام البيض ورشق الحافلة، في مشهد يعكس مدى التوتر داخل محيط النادي في خضم صراع البقاء. 

وأضافت الصحيفة أن المواجهة بين جماهير إشبيلية وإدارة النادي لم تكن مجرد لحظة غضب عابرة، بل كشفت عمق الأزمة الرياضية والنفسية التي يعيشها الفريق هذا الموسم، وقد اضطرت الشرطة إلى التدخل وإطلاق طلقات مطاطية في الهواء بعدما حاول عدد من المشجعين اقتحام البوابة الرئيسية، وأسقطوا الحاجز الحديدي المحيط بالمكان، فيما هتف البعض ضد رئيس النادي، وواصل البعض الآخر الانتظار لساعات على أمل مواجهة اللاعبين الخارجين بسياراتهم الخاصة، لتكون واحدة من أكثر الليالي توتراً في تاريخ الفريق الأندلسي. 

وبالحديث عن تاريخ نادي إشبيلية القريب، فقد كان مغايراً تماماً لهذا المشهد القاتم، فالنادي الذي توّج بلقب الدوري الأوروبي سبع مرات، آخرها في موسم 2022-2023، عاش فصولاً من التألق الأوروبي والمشاركات المتكررة في دوري أبطال أوروبا، لكنه بدأ يتراجع محلياً بشكل واضح، إذ احتل المركز الـ12 في موسم 2022-2023، ثم تراجع إلى المركز الـ14 في الموسم الماضي، قبل أن ينهار حالياً إلى المرتبة الـ15، ويصبح مهدداً بالهبوط، إذ لا يبتعد سوى بفارق ست نقاط عن نادي لاس بالماس، صاحب المركز الـ18 وأول الفرق المهددة بتوديع دوري الأضواء. 

وكما هو الحال مع عدد من الأندية الإسبانية، ساهمت الأزمة المالية التي تعصف بالفريق خلال الفترة الماضية في رحيل العديد من الأسماء البارزة، أبرزهم المغربيان ياسين بونو ونصير مزراوي، ليجد الفريق نفسه بلا أعمدة أساسية، ورغم محاولات الإدارة لاستعادة الاستقرار، زادت كثرة التغييرات على صعيد اللاعبين والجهاز الفني الطينَ بِلة، فمنذ رحيل المدرب الإسباني جولين لوبيتيغي (58 سنة)، لم يعرف الفريق طعم الاستقرار، إذ تناوب عليه الأرجنتيني خورخي سامباولي (65 سنة)، ثم الإسباني خوسيه لويس مينديليبار (64 سنة)، ثم الأوروغوياني دييغو ألونسو (50 سنة)، وتلاهم الإسباني كيكي سانشيز فلوريس (60 سنة)، والإسباني غارسيا بيمينتا (50 سنة)، والآن الإسباني خواكين كاباروس (69 سنة).

وأثّرت هذه الدوامة الفنية على الانسجام، وضاعفت من مشكلات النادي على المستطيل الأخضر، لتُرسّخ صورة فريق يعيش حالة من الضياع بين ماضٍ مجيد، وحاضر مرتبك، ومستقبل غامض، وتزداد الضغوط على النادي الأندلسي مع اقتراب الجولات الحاسمة في “الليغا”، إذ يستعد لاستضافة نادي لاس بالماس في الجولة المقبلة، في مباراة توصف أنها نهائي البقاء، نظراً إلى أهمية نتيجتها وتأثيرها المباشر على صراع الهبوط، وبعدها سيستقبل على ملعبه مجدداً فريق ريال مدريد الطامح للقب الدوري، قبل أن يختتم الموسم برحلة محفوفة بالمخاطر إلى ملعب فياريال في الجولة الأخيرة، ما يجعل الأسابيع القادمة حاسمة جداً في تحديد ملامح نهاية الموسم الكارثي للنادي العريق.

Los ultras del Sevilla asaltan la ciudad deportiva del conjunto hispalense a gritos de “directiva dimisión” tras la derrota contra el Celta (3-2) pic.twitter.com/hr8BQ7rjvx

— MARCA (@marca) May 10, 2025

Sevilla ahora mismo 10/05/2025 pic.twitter.com/vrsYka7UTM

— FootballDoNorte (@footballdonorte) May 10, 2025

🚨🚨⚪️🔴 جماهير إشبيلية ترمي حافلة الفريق اعتزاضًا على الهزيمة اليوم وبشكل عام على إدارة النادي
pic.twitter.com/FGIpFYjnHu

— Copa (@Copa_Lal) May 10, 2025

Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يجب رؤيته

More in أخبار الرياضة العربية