عودة كورتوا إلى منتخب بلجيكا تتحول إلى كابوس بخسارة كبيرة

شهدت مباراة أوكرانيا وبلجيكا التي أقيمت في مدينة مورسيا الإسبانية، أمس الخميس، عودة تيبو كورتوا (32 عاماً)، إلى صفوف المنتخب البلجيكي بعد غياب دام عاماً وتسعة أشهر، لكن عودة حارس مرمى فريق ريال مدريد الإسباني إلى منتخب بلاده لم تكون موفقة، خاصّة أنها تزامنت مع الظهور الأول للمدرب الجديد، الفرنسي رودي غارسيا، الذي خلف المُقال دومينيكو تيديسكو، وذلك بعد أن تعرضت تشكيلة منتخب الشياطين الحُمر لخسارة قاسية بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، في ذهاب ملحق البقاء بالمستوى الأول من بطولة دوري الأمم الأوروبية، ما يجعلهم مطالبين الآن بتحقيق الفوز بفارق أكثر من هدفين في بروكسل، من أجل تجنب الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية من البطولة.

وظهر كورتوا للمرة الأولى مع منتخب بلجيكا منذ مشاركته في مواجهة النمسا يوم 17 يونيو/حزيران من عام 2023 ضمن الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة إلى بطولة أمم أوروبا “يورو 2024″، تعرض بعدها لإصابة خطرة بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي لركبته اليسرى، أبعدته عن الملاعب فترة طويلة، كما سبق إصابته خلافٌ كبير مع المدرب السابق للمنتخب البلجيكي دومنيكو تيديسكو، إذ تبادل الثنائي الاتهامات عبر وسائل الإعلام، بسبب خلاف حول أحقية الحارس السابق لفريق تشلسي الإنكليزي بحمل شارة القيادة، عقب اعتزال المهاجم إيدين هازارد، ونتيجة لذلك، غاب كورتوا عن 21 مباراة دولية، بما فيها بطولة يورو 2024 التي أقيمت في ألمانيا الصيف الماضي.

ودخل تيبو كورتوا هذه المواجهة على نحوٍ مثالي، وهو الذي تسبب في أزمة داخل المنتخب البلجيكي بعدما أعلن حارس القادسية السعودي كوين كاستيلز، اعتزاله اللعب دولياً عقب عودة زميله المخضرم، وتصدى كورتوا لعدد من الكرات الخطيرة في الشوط الأول، لكنّ ذلك لم يكن كافياً لإنقاذ منتخب بلاده من الانهيار في الشوط الثاني، أمام تألق زميله في ريال مدريد، أندريه لونين، الذي كان يحرس مرمى المنتخب الأوكراني في الجهة المقابلة، ونجح في التفوق على زميله في النادي الملكي أخيراً، وسيزيد هذا الأداء المخيب الضغوط على كورتوا وزملائه في الفترة القادمة، إذ سيكون عليهم تصحيح أخطائهم قبل انطلاق التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.

وبدأ المنتخب البلجيكي المواجهة أمام أوكرانيا على نحوٍ جيد، إذ افتتح روميلو لوكاكو التسجيل في الدقيقة الـ40، مستفيداً من تمريرة رائعة من كيفن دي بروين، لكن التراجع الكبير في أداء الفريق خلال الشوط الثاني سمح لأوكرانيا بالعودة بقوة، وسجلت ثلاثة أهداف عن طريق كل من أوليكسي هوتسولياك، الذي استغل خطأ فادحاً للمدافع كوني دي فينتر في الدقيقة الـ67، وفلاديسلاف فانات في الدقيقة الـ73، وإيليا زابارني بعدها بست دقائق، وسط انهيار تام للدفاع البلجيكي.

وشكلت هذه المباراة أول ظهور للمدرب الفرنسي رودي غارسيا على رأس الجهاز الفني لمنتخب بلجيكا، بعد إقالة تيديسكو، لكنه استهل مشواره بصفعة كارثية، بعد أن تلقى منتخب الشياطين الحمر الخسارة الرابعة على التوالي، ما يزيد من الضغوط عليه قبل مباراة الإياب المصيرية في بروكسل، خاصة أن المنتخب البلجيكي أصبح مطالباً بالفوز بفارق هدفين أو أكثر لتجنب الهبوط إلى المستوى الثاني من دوري الأمم الأوروبية.