كأس أمم أفريقيا لم تعد وحدها عنوان البطولات الفاشلة تنظيمياً

ارتبطت نهائيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم بالأزمات التنظيمية التي تجعل كلّ المنتخبات تتذمّر من الصعوبات التي تجدها بسبب ضعف التجهيزات، وصعوبات التنقل وغيرها من المسائل التي تُعيق عمل المدربين وتجعل مهمة المنتخبات صعبة، خاصة تلك التي تملك نجوماً يلعبون في أفضل الأندية الأوروبية ممن تعودوا خوض المنافسات في ظروف مثالية.

ورافقت بطولة كأس أمم أفريقيا في مختلف النسخ، مشاكل كبيرة لا يمكن حصرها، خاصة في دول جنوب الصحراء، ولكن الوضع لم يعد مقتصراً على هذه المسابقة فقط، بل امتدّ إلى بطولات أقوى، عُرفت تاريخياً بحسن التنظيم، خاصة بطولة أمم أوروبا، وبدرجة أقل بطولة كوبا أميركا، نظراً إلى أن أفضل اللاعبين في العالم يشاركون في البطولتين، وبالتالي فإن ظروف إقامة المسابقة تكون أفضل قياساً بكأس أفريقيا، ولكن هذا الأمر لم يعد مؤكداً.

وشهدت النسخة الحالية من بطولة يورو 2024، عدداً من الأزمات المرتبطة بسوء التنظيم، وقد واجهت البطولة انتقادات قوية للغاية إلى حدّ الآن، خاصة من المنتخب الفرنسي، بسبب صعوبة التنقل لخوض المباريات وعدم تأمين رحلات المنتخب وغير ذلك من المسائل، بل إن منتخب صربيا هدّد بالانسحاب من المنافسة، إضافة إلى مشهد المياه التي غمرت ملعب دورتموند وغيرها من الأمور التنظيمية، التي لم تشهدها سابقاً هذه البطولة التي تقام عادة في ظروف يمكن وصفها بخمس نجوم.

كما أن انطلاق منافسات بطولة كوبا أميركا في الولايات المتحدة، شهد انتقادات قوية لحالة عشب الملعب الذي احتضن اللقاء الأول بين الأرجنتين وكندا وقد تذمّر لاعبو منتخب “التانغو” من حالته التي أعاقتهم خلال المواجهة الأولى، ولا يُستبعد أن تظهر نقائص أخرى مع تقدم المسابقة ومشاركة بقية المنتخبات، وتوافد الجماهير بأعدادٍ أكبر إلى البطولة.

وبالنظر إلى الانتقادات القوية التي واجهت بطولة يورو 2024 وكذلك بطولة كوبا أميركا، يمكن القول إن كأس أمم أفريقيا لم تعد وحدها عنوان الفشل التنظيمي، بل إن النسخة الأخيرة التي أقيمت في ساحل العاج مع بداية العام الحالي، لم تشهد الكثير من التجاوزات والمشاكل قياساً بالنسخ الماضية، بعدما رفع الاتحاد الأفريقي سقف شروطه لقبول تنظيم الحدث الأفريقي الأبرز.