حلّ لاعب مانشستر يونايتد السابق دوايت يورك ضيفاً على “العربي الجديد” حيث تحدّث عن استضافة الأحداث الكبرى بالمنطقة العربية ومواضيع أخرى، على غرار تجربته التدريبية، واللاعبين العربيين في نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي، التونسي حنبعل المجبري والمغربي سفيان أمرابط.

– كيف ترى مسيرة اللاعبين العربيين حنبعل المجبري وسفيان أمرابط مع مانشستر يونايتد؟

أعتقد أن ما رأيناه هو تغيّر في ما يخصّ اللاعبين، لأن الفرصة باتت متاحة للاعبين الآن لتمثيل أكبر الأندية. في الماضي كنت ستعتقد أن اللاعبين العرب لم يكونوا بدنياً جيدين بما فيه الكفاية للعب مع الفرق الكبيرة. كان هذا هو التصور السائد بأن اللاعبين العرب لا يستطيعون ذلك، مع أخذ كل هذه العوامل في عين الاعتبار الآن، أصبحت كرة القدم رياضة عالمية، ورؤية لاعبين من العالم العربي يمثلان نادي مانشستر يونايتد لكرة القدم، من الواضح أنه يمكنك رؤية النجاح الذي حققه محمد صلاح، وأشخاص آخرين مثل محرز.
ولكن الأمر المذهل هو أن العيش هنا في دبي والإمارات العربية المتحدة يعكس مدى الشغف بكرة القدم، وليس من المفاجئ بالنسبة لي الآن أن نرى الكثير من اللاعبين العرب الذين حققوا نجاحاً كبيراً.

لذلك أتوقع أن يستمر هذا في التطور مع الجانب المتنامي للدوري السعودي، وأتوقع أن يتحسن الدوري هنا في دبي وقطر في الأشهر القليلة المقبلة، والسنوات القليلة التي أمامنا قبل كأس العالم. لذلك لن أُفاجأ إذا كان هناك لاعب أو لاعبان عربيان يلعبان في هذا النادي الكبير.

– هل أنت راضٍ عن نتائج ومستوى فريقك السابق مانشستر يونايتد هذا الموسم؟

لا أعتقد أن أي شخص سيكون سعيداً جداً بالوضع الحالي، اعتقدنا أن المدرب سيقود النادي إلى الأمام، لكن لقد مررنا بوقت صعب للغاية، وهو وقت اختبار حقيقي، داخل وخارج ملعب كرة القدم. وأعتقد بالتأكيد أننا جميعًا نعلم أننا إذا لم يتحقق الفوز والنتائج الطيبة، فستكون دائماً تحت الانتقادات، هذه الوظيفة بالفعل تعتبر من أهم الوظائف في عالم كرة القدم، وإذا لم تحصل على نتائج ستُلام، بغض النظر عن مدى جودتك كمدرب ومهما كان التحدي الذي تواجهه، عليك أن تستمرّ في تحقيق النتائج. وفي الوقت الحالي، نحن نعاني، حيث إننا في المركز الأخير في دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا. نحن نأخذ زمام المبادرة، وهو أسلوبٌ صعب بالنسبة لنا.
لقد خرجنا للتو من كأس الرابطة الليلة الماضية، وهذه ضربة أخرى لنا، لم تكن الأمور رائعة خاصة عندما عدنا هذا الموسم، فبعد الموسم الماضي شعرنا بأننا نحرز تقدماً، وصلنا إلى نهائيين واحتللنا المركز الثالث في الدوري، اعتقدنا حينها أنّه الوقت المناسب لعملية البناء، قام المدرب بشراء لاعبين آخرين بنفسه، تعتقد حينها أنّه يجب أن تنمو كفريق لكن لم ينجح الأمر.

 

– ماذا يعني لك نجاح قطر في تنظيم مونديال 2022 وفوز السعودية باحتضان نسخة 2034؟

أود أن أقول إنها أخبار رائعة بالنسبة للمملكة العربية السعودية في ما يتعلق برؤيتهم لكرة القدم. إنهم بالتأكيد يريدون أن يكونوا مركز كرة القدم في المستقبل. لقد أظهروا نيتهم من خلال الدوري السعودي للمحترفين، وبأنهم يستثمرون بقوة من حيث جلب النجوم الكبار أو الأسماء الكبيرة إلى الدوري السعودي للمحترفين، وهذا مجرد تقدم مستمر.

وما نعرفه الآن هو أنه بما أن كأس العالم 2034 ستقام في السعودية، فإن لديهم خطة من عشر سنوات، ومن المشجع للغاية أنهم بدأوا بالفعل دورياً محترفاً، وظهر بشكل ناجح بما فيه الكفاية. لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لجعله أفضل، لكن أمامهم عشر سنوات قبل أن تقام بطولة كأس العالم الفعلية، لذلك يمكنك أن ترى لماذا هو مشروع مثير، كما نعلم جميعاً كأس العالم هي أكبر حدث رياضي في العالم، لذلك سيكونون سعداء للغاية، وسيرون ما فعلته قطر في كأس العالم السابقة، ومن المؤكد أنهم سيرغبون في تحسينها، ونتوقع أن تحقق نجاحاً كبيراً في هذا الجزء من العالم، هي أخبار رائعة ليس فقط للسعودية، بل للمنطقة العربية أيضاً.

– ما هو تقييمك لواقع كرة القدم في منطقة الخليج في ظل الاهتمام المتزايد الذي تلقاه في هذه السنوات؟

لقد رأيت أنها تنمو وتتقدم، أعتقد أن الكثير من الناس شككوا في ما تفعله السعودية، أعتقد الآن بعدما أصبحت كأس العالم مؤكدة، وأن كرة القدم ستأتي إلى هنا، سيكون الأمر كبيراً بناءً على حقيقة ما حققته قطر. أعتقد الآن في السنوات القادمة، وأعني في غضون العامين أو الثلاثة المقبلة، لن ترى ذلك في السعودية فحسب، بل هنا في دبي وفي قطر. سيكون الدوري أكثر تنافسية لأن التركيز سيكون في السعودية خلال عشر سنوات، لذلك هناك مجال للنمو في هذا الجزء من العالم. بالنسبة لي، هذه هي المنطقة والمكان الذي ستجد فيه الكثير من المدربين واللاعبين الذين يشقون طريقهم عبر هذا الجزء من العالم ليكونوا جزءًا منه.

أخبار ذات صلة

بعد أول موسم لك في عالم التدريب والفوز بلقب الكأس في أستراليا، لماذا اخترت الانتقال إلى منطقة الخليج؟

أعتقد أن نيتي واضحة جدًا وهي أنني ملتزم تمامًا الآن بأن أصبح مدرباً. هذه هي الخبرة التي اكتسبتها في أول منصب فني لي في أستراليا.

أعتقد أن ما أظهرته بالفعل هو الالتزام، انتقالي إلى هذه المنطقة ليس فقط لتعلم الثقافة، ولكن لتعلم الجانب الكروي منها، ومتابعة الفرق، وتعلّم القواعد ومعرفة الطريقة التي يرى بها الناس اللعبة، وفهم الثقافة. لذا فقد منحت نفسي الأولوية عن معظم الناس، لقد استغرق الأمر بعض الوقت لتولي منصب هنا، هو أمر مفهوم تماماً لأنه لا يوجد سوى عدد محدود من الفرق وهناك الكثير من المدربين في المنطقة وما حولها هنا، وبالتأكيد يبحثون عن فرصة ليكونوا مديرين فنيين في هذه المنطقة.

أشعر بأنّه خلال الأشهر الستة الماضية، شاركت في الكثير من المباريات، ودرست الكثير من الفرق، لذلك أصبحت على دراية كبيرة بالمنطقة والثقافة هنا، وآمل أن تكون مجرد مسألة وقت قبل أن تتاح لي الفرصة لإظهار ما أنا قادر عليه كمدرب، وتنفيذ فلسفتي التدريبية بالتأكيد.

هل تتابع الدوريات الخليجية؟ وماذا تعرف عن الكرة في المنطقة؟

أشاهد الكثير من مباريات كرة القدم هنا الآن، وخاصة هنا في دبي، لأن هذا منزلي الآن. لذلك أذهب إلى الكثير من المباريات مثل النصر والوصل وعجمان. لذلك أنظر إلى كل هذه الفرق وأحاول أن أنظر إلى أسلوب اللعب وأحاول أن أرى ما يمكنني تعلمه ودراسته، من واحد أو اثنين من المدربين الذين نجحوا هنا.
الدوري السعودي مسابقة أتعلم منها حقاً، أقوم ببعض الأعمال لمصلحة قناة Nbctv هنا ولذلك فأنا على دراية بالدوري وبالطبع بسبب تدفق اللاعبين الأجانب أيضاً، كما يمكنني التحدث مع اللاعبين الذين كانوا في البريميرليغ. لكن المسابقة القطرية هي التي لم أحصل على الكثير من الوقت لمتابعتها، لا أعرف كيف أحصل حقًا على الوقت الذي أريده، لكن الدوري الإماراتي وبالتأكيد السعودي، هما الدوريان اللذان أميل إلى رؤية معظم المباريات فيهما.

– هل تعتبر أن تجربة تشافي عندما بدأ من الدوري القطري وانتقل إلى برشلونة، ملهمة لأساطير اللعبة في العالم؟

حسنًا، بالنسبة لي، أعتقد أنني قضيت معظم مسيرتي في إنكلترا ورأيت مدى صعوبة الأمر ليس فقط كلاعب، ولكن بالتأكيد الحصول على فرصة أن تكون مدرباً، لذا فقد اتخذت القرار مبكراً جداً، بمجرد أن قررت الانتقال للعمل في التدريب بدبي، لم أكن أعلم أن كل هذا سيحدث، وبالتأكيد لم أكن أتوقع أن تحقق قطر مثل هذا النجاح وبالتأكيد ستفعل السعودية بعد عشر سنوات، من خلال كأس العالم في العام 2034.

لكنني شعرت بأنه قرار جيد، خاصة أنّه في الوقت الراهن كرة القدم تستمرّ في الارتقاء بهذه المنطقة، أشعر بأنه من خلال الفرصة التي آمل أن تتاح لي، سأتطور بعد ذلك لأصبح مدرباً جيداً، ومن ثم سأمنح بالتأكيد الفرصة لإثبات نفسي في هذه المنطقة.

وإذا قمت بذلك، فقد رأيت، كما ذكرت، أن تشافي ذهب إلى قطر وقدم أداءً جيدًا للغاية، على الرغم من أنه كان هناك مع أحد أفضل الأندية والأندية الممولة جيداً، لكن كان لا يزال يتعين عليه الفوز، وتمكن من تحقيقه، ويمكن أن ترى أين انتهى به الأمر، في برشلونة.

كرة القدم رياضة عالمية، لذا كلما حققت النجاح، سواء كنت هنا في دبي، أو في السعودية أو في قطر أو حتى في أستراليا، ترى أن المدربين يحصلون على فرصة للإشرف على فرق كبيرة في أوروبا. لذلك دعوني أركز الآن هنا في الإمارات العربية المتحدة، أولاً على أن أحصل على وظيفة، ليس لنفسي فقط، ولكن لكثير من الأشخاص، حيث سأكون مدرباً للمستقبل، وآمل أن أكون أحد المديرين الناجحين.