وبعد أن انقضت الحرب، احتفظ بالاسم، ليصبح المخرج السينمائي معروفاً بـ جان بيار ميلفيل (1917-1973)، والذي سيكون حاضراً من خلال أعماله في “المركز الثقافي الفرنسي” بحي المنيرة في القاهرة، حيث تُقام تظاهرة بعنوان “تحية إلى ميلفيل”، على مدار ثلاثة أيام من 20 إلى 22 من الشهر الجاري، احتفالاً بأعماله المؤسسة في السينما الفرنسية بعد مرور مئة عام على ولادته.

كان ميلفيل يصف نفسه بـ “الفردي المتطرّف” و”أناركي اليمين”، وهو أول مخرج فرنسي ينفّذ مشاهده في مواقع تصوير واقعية، وقد أثّر بأسلوبه التجريبي على جيل “سينما الموجة الجديدة”، ومن أبرزهم جان لوك غودار؛ فحين واجه الأخير مشكلة في منتجة فيلمه “حتى انقطاع النفس” (مثّل فيه ميلفيل دوراً صغيراً)، نصحه ميلفيل بأن يقتطع فقط أفضل اللقطات من الفيلم بشكل مباشر، ومن هنا انتقل اقتراح ميلفيل ليصبح ميزة تعرف بها سينما غودار.

تفتتح التظاهرة بالفيلم الوثائقي “تحت اسم ميلفيل” للمخرج الفرنسي أوليفيه بوليه، وفيه يتتبع مسار جان بيار خلال سنوات الحرب، وكيف أثّرت هذه على تجربته السينمائية وظهرت فيها.

أخبار ذات صلة

كما يُعرض “صمت البحر”، الذي استلهمه المخرج من عمل للروائي الفرنسي فيركور، وهو الاسم الحركي للكاتب جان بروليه أثناء انضمامه للمقاومة الفرنسية والذي احتفظ به مثلما فعل رفيقه ميلفيل. الفيلم أنتج عام 1949، أي أنه اشتغل عليه بعد نهاية الحرب مباشرة، وموضوعه فترة احتلال باريس.

في الثامنة من مساء يوم غد الأحد، تعرض التظاهرة فيلم “جيش الظلال” لـ ميففيل الذي أنتج عام 1969، ويتناول الفترة نفسها من الحرب العالمية الثانية.

أما “الحلقة الحمراء” فهو فيلم الاختتام الذي يعرض عند السابعة من مساء الإثنين، وهو العمل قبل الأخير لـ ميلفيل، حيث أخرجه عام 1970، وينظر مؤرّخو السينما الفرنسية إلى هذا الفيلم، باعتباره بداية جديدة في تاريخ الفيلم البوليسي الفرنسي.