Connect with us

أخبار الرياضة العربية

مدربو الجزائر يكشفون أسباب تردّد شرقي وأكليوش في تمثيل “الخضر”



فرحة نجوم منتخب الجزائر على ملعب نيلسون مانديلا، 22 مارس 2024 (Getty)

تُعد قضية اللاعبين مزدوجي الجنسية أحد أبرز الملفات التي تواجه اتحاد الجزائر لكرة القدم منذ سنوات وباختلاف رؤسائه، خاصة منذ سن قانون الباهامس سنة 2009، مثلما يحدث حالياً مع الرئيس الحالي وليد صادي ومكتبه التنفيذي، اللذين يحاولان إقناع بعض الأسماء المتألقة حالياً في فرنسا من أجل اللعب للخُضر على غرار نجم ليون، ريان شرقي (21 عاماً) وكذلك موهبة موناكو مغناس أكليوش (22 عاماً)، وبعد أسابيع من النجاح في ذلك مع لاعبين محترفين في دول أوروبية أخرى على غرار وسط ميدان هيرتا برلين الألماني إبراهيم مازة (19 عاماً) ومهاجم كوبنهاغن الدنماركي أمين شياخة (18 عاماً)، وقبلهما جناح كوينز بارك رينجرز الإنكليزي، ريان قلي (19 عاماً).

لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه عند الرأي العام الكروي في الجزائر متعلقاً بالأسباب التي تقف وراء الصعوبة التي يجدها اتحاد الكرة، باختلاف مسؤوليه، في إقناع اللاعبين المحترفين في فرنسا باللعب للخُضر، مثلما هو الوضع حالياً مع ريان شرقي ومغناس أكليوش، وقبلهما حسام عوار وريان آيت نوري وأمين غويري وغيرهم، رغم أن هذا الثلاثي انتهى به المطاف بتمثيل منتخب الجزائر دولياً منذ عام 2023، لكن في المقابل، لا يجد الاتحاد الجزائري لكرة القدم أي عقبات في ضم أسماء محترفة في بلدان أوروبية أخرى، سواء في الدنمارك أو ألمانيا، وحتى إيطاليا وإنكلترا.

وتحدّث مدربون جزائريون ولاعبون سابقون في تصريحات خصّوا بها “العربي الجديد” عن أسباب هذا الاختلاف، إذ أجمعوا على أن سبب ارتفاع حجم الضغوط في فرنسا على اللاعبين أصحاب الجنسية المزدوجة مقارنة بالبلدان الأوروبية الأخرى، يعود لأسباب اقتصادية تدخل ضمن مشروع رياضي قائم منذ سنوات في كرة القدم الفرنسية، عكس ما هو الحال في دول أخرى بالقارة العجوز التي تعطي القضية أهمية أقل، لكن في الوقت نفسه تبقى الفرصة قائمة أمام كل لاعب لفرض خياره الدولي مهما كان حجم العقبات التي تواجهه في ذلك.

وتحدّث الجزائري والمهاجم السابق لنادي كلوب بروج البلجيكي، محمد دحمان، عن هذه القضية بقوله: “نعم، هناك ضغوط من بعض الأندية على اللاعبين أصحاب الجنسية المزدوجة من أجل اختيار المنتخب الفرنسي على حساب الجزائر لأسباب اقتصادية، وبالفعل، الأندية تعلم جيداً أن القيمة السوقية للاعب الذي يختار فرنسا ستكون أكبر منها في حال حمله الجنسية الرياضية الجزائرية. ولا يمكن أن ننسى فضيحة الحصص في عهد لوران بلان، التي غيرت كثيراً من الأشياء والتوجهات بالنسبة للاعبين الذين يكونون في مرحلة الخيار بين منتخبين أو أكثر، وهو التأثير الذي خلّفته كذلك الأمور السيئة التي عاشها لاعبون مثل كريم بنزيمة وسمير نصري في المنتخب الفرنسي”.

وأضاف محمد دحمان: “إن كان هناك بعض اللاعبين مترددين في الانضمام للجزائر فذلك لأنهم لم يفهموا معنى تمثيل منتخب بلدك، فالأمر لا يتعلق فقط باختيار رياضي بل اختيار القلب والعقل كذلك، يجب أن يكون الشعور طبيعياً، ومن جهتي أرى أنه لا يجب الإصرار على إقناع اللاعبين المترددين، يجب أن نطوي الصفحة، الحمد لله، الجزائر غنية بالمواهب الشابة سواء في الدوري المحلي أو باقي البلدان الأوروبية. نحن في زمننا هذا ومنذ الصغر كبرنا بحب الوطن والمنتخب، حتى إننا دفعنا تذاكر الطائرة لمباريات ودية عادية للمنتخب الأولمبي، وفي ذلك الوقت أتذكر أنه كان من الصعب العثور حتى على شركات راعية للمنتخب الوطني”.

وكان لمدرب منتخب اليمن الحالي نور الدين ولد علي، تواصل مع اللاعبين أصحاب الجنسية المزدوجة عندما كان مشرفاً على المنتخب الأولمبي الجزائري، فقال عن هذا الموضوع: “الفرق في ذلك هو أن اللاعبين المكوّنين في المدارس الفرنسية هم في قلب مشروع رياضي كبير داخل هذا البلد، ربما عكس ما هو الحال في دول أوروبية أخرى، هدف الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يبقى دائماً ضم هؤلاء اللاعبين من أجل تطوير الفئات السنيّة بما فيها حتى المنتخب الأول، وكذلك الأندية المشاركة في البطولات الأوروبية، ولهذا يبقى من العادي معايشتهم لمثل تلك الضغوط، ويجب ألا ننسى أن النادي الذي يصقل موهبة هذا اللاعب من حقه أن يراه في منتخب البلد نفسه، خاصة عندما نأخذ القضية من الجانب الاقتصادي”.

وتابع ولد علي: “أرى أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم غيّر استراتيجيته في ما يخصّ موضوع تغيير الجنسية الرياضية لهؤلاء اللاعبين، مثل اعتماده السرية الكبيرة في ربط الاتصالات معهم، لأن المشكلة عندنا، خاصة في الجزائر، هو التهويل الكبير حول الموضوع، وهذا ما يزيد من الضغط أكثر عليهم ويجعلهم يترددون في اتخاذ قراراتهم، مثلاً في فترتي مدرباً للمنتخب الجزائري الأولمبي تواصلت مع فارس شايبي عندما كان لاعباً لنادي تولوز الفرنسي لكنهم رفضوا قدومه، صحيح أنه كانت هناك شكوك تساور مسؤولي المنتخب الأول حول مستواه باعتباره لم يُبرهن عن اسمه بشكل كبير في تلك الفترة، لكن عكس ذلك كنت أرى أن لديه قدرة على تقديم الإضافة، خاصة مع رغبته في اللعب للجزائر رغم إغراءات المنتخب الفرنسي للشباب، وهذا ينطبق أيضاً مع اللاعب مغناس أكليوش الذي حصل لي أيضاً موقف معه قبل ثلاث سنوات، تكلمت مع محيطه وتواصلت حتى مع والده الذي لم يرد عليّ في الهاتف، في حين أن محيط موناكو وعندما أدركوا أنه مطلوب في المنتخب الأولمبي الجزائري سارعوا لدعوته إلى منتخب فرنسا للشباب، ومنذ ذلك الحين بدأ عليه الضغط حتى اليوم، وهو حال كثير من اللاعبين الآخرين، ومثلما قلت، لكي نتجنب مثل هذه السيناريوهات يجب أن نتفادى التهويل ونعمل بكل سرية”.

وتحدث كذلك لـ”العربي الجديد” المدافع الدولي السابق مع منتخب الجزائر ونادي غلطة سراي التركي، إسماعيل بوزيد، بقوله: “أتفق مع من يرى أن اللاعب ذا الأصول العربية بالخصوص، يتعرض لضغوط في الدوري الفرنسي لكرة القدم مقارنة بدول أخرى، وهذا لأسباب اقتصادية ومشروع كروي كبير هناك، لكن بصراحة، يبقى اللاعب هو من يملك القرار النهائي، وكل هذا يعتمد على رغبته الحقيقية، اللاعب الذي يريد بصدق اللعب للجزائر لن يتردد لحظة واحدة وسيختار الجزائر سواء قام ناديه بالضغط عليه أو لا”.

أما المدرب السابق لنادي شبيبة القبائل الجزائري، الجيلالي بهلول، الذي يُعد من مواليد مدينة مارسيليا الفرنسية، فقال: “هذا يعود ربما لتفكير كل لاعب والبيئة التي نشأ فيها، لو نتخذ لاعب هيرتا برلين إبراهيم مازة مثالاً، فهو ربما رأى أنها اللحظة المناسبة في مشواره لحسم خياره الدولي، وهذا باختياره اللعب للمنتخب الجزائري، فذلك يُعد حلماً ليس له فقط بل كذلك لوالديه وربما أجداده، وأنا أحيّيه على ذلك. صحيح أن الضغوط تكون كبيرة في بعض الأحيان، لكن ما أعرفه هو أن اللاعب الجزائري يملك قناعة وطريقة مثلى تسمح له بالتعامل مع مثل هذه الأوضاع التي في كثير من الأوقات تجعله يتمسك أكثر بأصوله وتدفعه لاختيار الجزائر، خاصة مع العنصرية التي نراها من بعض الفرنسيين الذين يتقلدون مناصب عُليا في بلدهم، إذ يبقى هدفهم هو حرمان اللاعبين من الانضمام للمنتخب الجزائري، عكس ما هو الحال بالنسبة لأسماء من دول أخرى. رسالتي لمختلف اللاعبين المنتشرين في أوروبا هي أن الجزائر بلدكم وبلد القلب بالنسبة لكم، سواء في السراء أو الضراء”.

Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يجب رؤيته

More in أخبار الرياضة العربية