مرموش مع آينتراخت فرانكفورت على ملعب دوتشي بانك بارك، 14 يناير 2025 (Getty)

تأكد أمس رسمياً رحيل الدولي المصري عمر مرموش عن النادي الألماني آينتراخت فرانكفورت بعدما ودّع جماهير النادي بمناسبة مواجهته بوروسيا دورتموند، دون أن يتم الإعلان رسمياً عن وجهته الجديدة رغم ارتباط اسمه منذ مدة بنادي مانشستر سيتي الإنكليزي الذي قد يكون وجهته المقبلة بنسبة كبيرة مقابل مبلغ يتراوح بين 60 و80 مليون يورو، وراتب سنوي يصل إلى عشرة ملايين يورو، وسط تساؤلات في الأوساط المصرية حول مصير اللاعب من الناحية الفنية في فريق يمرّ بفترة صعبة منذ انطلاقة الموسم، بين مجموعة من النجوم الذين يلعبون في منصبه، وتحت إدارة المدرب الإسباني بيب غوارديولا بكل حكاياته مع اللاعبين العرب والأفارقة في سيتي.

وفي حين أُعلن رسمياً عن انتداب مانشستر سيتي المدافع الأوزبكي عبد القادر خوسانوف، قادماً من نادي لانس الفرنسي مقابل 50 مليون يورو، والمدافع البرازيلي فيتور ريس من بالميراس البرازيلي، مع اقترب النادي من انتداب المدافع الإيطالي أندرياس كامبياسو قادماً من يوفنتوس الإيطالي مقابل 60 مليون يورو، لا تزال إلى غاية صبيحة اليوم السبت صفقة المصري عمر مرموش معلقة إلى إشعار آخر دون أن تُعرف أسباب التأخير، رغم كل التقارير الإعلامية التي تتحدث عن قرب موعد إعلان الصفقة التي تتراوح قيمتها بين 60 و80 مليون يورو لمدة خمس سنوات، والتي أثارت جدلاً كبيراً في الأوساط الكروية المصرية التي كان بعضها يتمنى انتقاله إلى أرسنال مثلاً حيث تتوفر لديه فرصة اللعب والبروز مقارنة بسيتي.

ويعتقد بعض الملاحظين أنّ رحيل مرموش عن فرانكفورت كان ضرورياً بعد المستوى الذي بلغه، واللعب لسيتي تحت قيادة غوارديولا في أسوأ أحوال الفريق قد يساعده على الاستثمار في الفرصة للبروز، في ظروف صعبة يمرّ بها الفريق الإنكليزي وتراجع مردود أغلبية لاعبيه الذين تراجعت حظوظهم في المنافسة على اللقب، ما يتيح له فرصة اللعب وتأكيد قدراته والرفع من مستواه الذي تجاوز به حدود الدوري الألماني عندما صار هداف الفريق وأفضل ممرر وأحسن لاعب في التشكيلة، وأصبح يحتاج إلى فضاء آخر واللعب في الدوري الأفضل والأقوى والأكثر جاذبية للاعبين والمدربين، ما يضعه أمام عدم رفض الفرصة.  

أخبار ذات صلة

البعض الآخر يرى أن انتقال مرموش إلى سيتي هو خطأ استراتيجي يحمل مغامرة كبيرة غير مضمونة العواقب، قد تحرمه من اللعب بانتظام في ظروف صعبة يمر بها الفريق، ووسط نجوم كبار ومع مدرب لديه حكايات وروايات مع اللاعبين العرب والأفارقة، آخرهم الجزائري رياض محرز الذي اضطر إلى الرحيل رغم مستواه الكبير في سيتي، وقبله الكاميروني صامويل إيتو والعاجي يايا توري، رغم إصرار المدرب الإسباني هذه المرة على انتداب مرموش، وفي ذلك اعتراف وتقدير لقدرات اللاعب التي بإمكانها أن تعطي الإضافة لفريق تراجع مستواه بشكل كبير، لكن يمكن أن تشكل محطة تعطل مسيرته الكروية المتصاعدة التي يحتاج فيها إلى المشاركة في المباريات وليس البقاء على كرسي الاحتياط.

بين هؤلاء وأولئك يبقى خيار الرحيل عن الدوري الألماني إلى نظيره الإنكليزي طبيعياً وضرورياً لأن اللاعب وصل إلى مرحلة نضج تقتضي البحث عن آفاق جديدة لتأكيد مستواه وتفجير طاقاته، لكن الانضمام إلى سيتي يُعدّ مغامرة تقتضي جهداً وصبراً ووقتاً للتأقلم، وفرصة لا يمكن لأي لاعب تفويتها، فهل أخطأ مرموش أم أصاب؟ وهل سينتقل فعلاً إلى سيتي رسمياً؟ أم إلى وجهة أخرى في آخر لحظة نظراً للتكلفة الغالية للصفقة التي أوصلت قيمة الإنفاق في سيتي إلى 240 مليون يورو خلال الميركاتو الشتوي، دون احتساب تكلفة تمديد عقد النرويجي إرلينغ هالاند إلى غاية 2034.

مشوار عمر مرموش مع الحياة والكرة والهجرة المبكرة نحو أوروبا، ومشوار مواطنه محمد صلاح مع بازل السويسري وروما الإيطالي وتشلسي الإنكليزي بكل الصعوبات والتحديات قد يحفزه على رفع تحديات أكبر، والارتقاء إلى مستويات أعلى باستطاعته أن يخوضها حتى أمام الإنكليزي جاك غريليش، البرتغالي برناردو سيلفا، الإنكليزي فيل فودين، البلجيكي جيريمي دوكو، البرازيلي سافينيو، والبلجيكي كيفن دي بروين، وتحت قيادة مدرب كبير لكنه غريب وعجيب في تعامله مع لاعبيه، ومع ذلك، فإن المستحيل ليس مصرياً.