هل دفع ثمن القرار الشخصي بالابتعاد عن المنافسة؟

خرج النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي (37 سنة) بشكل مفاجئ مع فريقه إنتر ميامي من الدور الأول لمنافسات “بلاي أوف” بطولة الدوري الأميركي لكرة القدم للموسم الحالي، رغم أنه كان من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب لأول مرة، خصوصاً أنه تصدر جدول ترتيب المنطقة الشرقية منذ بداية الموسم المنتظم حتى نهايته.

وخسر إنتر ميامي متصدر المنطقة الشرقية برصيد 74 نقطة (رقم قياسي خاص في بطولة الدوري تاريخياً) أمام منافسه أتلانتا يونايتد صاحب المركز التاسع في الترتيب برصيد 40 نقطة، فجر أمس الأحد، في مفاجأة مُدوية للفريق الذي يلعب معه ميسي بالنظر إلى الفارق الكبير بين الفريقين، حيث كان فريق المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينو هو الأفضل والأقوى طوال الموسم، ليفقد بذلك “البولغا” فرصة التتويج بأول لقب له في الدوري الأميركي.

وتعرض إنتر ميامي لأربع خسارات فقط في الدوري المُنتظم مقابل 22 فوزاً وثمانية تعادلات، لتكون هذه الخسارة الخامسة في 35 مباراة لعبها الفريق هذا الموسم، ما دفع بالمدرب مارتينو إلى الاعتراف بالفشل بعد نهاية المواجهة، إذ قال أمام الصحافيين: “لم نحقق النجاح هذا الموسم بعد الخروج من ربع نهائي تصفيات القسم الشرقي من الدوري الأميركي، حدثت أمور جيدة وأخرى سيئة، عندما يتأمل المرء كيف كانت الأمور في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي سيتأكد من وجود تقدم في ما يتعلق بالنادي كلّه وليس الفريق فحسب، أما من حيث التوقعات في هذه التصفيات، فبالطبع لم نكن موفّقين وقد فشلنا”.

هل دفع ميسي ثمن القرار الشخصي؟

عندما انتقل ميسي إلى نادي إنتر ميامي الأميركي في 2021 لم يكن خياره لأجل المنافسة على مستوى عالٍ، لأنه بمجرد خروجه من أوروبا فقد فرصة اللعب في أعلى مستويات كرة القدم في العالم، وبرر ذلك بأنه تعب من اللعب في المستوى العالي، خصوصاً بعد مشوار حافل مع برشلونة الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي، وكان قراره شخصياً بالابتعاد قليلاً عن الضغط، واللعب في دوري أقل تنافسية عكس ما عاشه خلال معظم مسيرته الكروية، خصوصاً أنه أشار في أكثر من مقابلة إلى أن اختياره بالانتقال إلى مدينة ميامي كان من أجل الاسترخاء قليلاً ومنح عائلته حياة أفضل بعد كل ما عاشته من ضغوط خلال فترة لعبه في القارة الأوروبية.

وفي وقت تُوج نادي إنتر ميامي بلقب الكأس في أول موسم للنجم ميسي، كانت إدارة النادي الأميركي تطمح إلى حصد لقب بطولة الدوري لأول مرة في تاريخ الفريق، خصوصاً أنه حافظ على صدارته منذ البداية حتى الجولة الـ34 من بطولة الدوري المنتظم، لكن المفاجأة الكبيرة كانت بالإقصاء سريعاً من أول دور في “بلاي أوف” أمام أتلانتا يونايتد.

ويبدو أن قرار ميسي الشخصي بالانتقال إلى نادي إنتر ميامي للعب في دوري أقل تنافسية قياساً ببرشلونة وباريس سان جيرمان، جعله يصطدم بالفشل في حصد الألقاب، رغم أنه قدم مستويات مُميزة، لكن عمل الفريق لم يكن كافياً لمتابعة رحلته نحو الدور نصف النهائي من منافسات المنطقة الشرقية، وخرج سريعاً من الدور الأول في مرحلة الإقصاء.

وسيكون لخروج إنتر ميامي من المنافسة على بطولة الدوري تأثير كبير على الحضور البدني والفني للنجم ميسي، ولا سيما ما يخص مشاركته مع منتخب الأرجنتين في تصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، بالنظر إلى أن نهاية موسم إنتر ميامي مبكراً تعني ابتعاد لاعبيه عن المباريات، ما قد يؤثّر على ميسي وزملائه.