في بداية القرن العشرين، بدأت كرة القدم الأرجنتينية في التطور، ومن بين القصص الأكثر غرابة في تلك الأوقات، منذ ما يقرب من 120 عاماً، تبرز قصة الأيرلندي ونستون كو حارس المرمى الذي تألق مع نادي باراكاس، رغم أنه كان يملك يداً واحدة فقط. وبحسب تقرير موقع قناة تي واي سي الأرجنتينية، مساء الجمعة، ففي 12 أغسطس/ آب 1906، وقبل أيام قليلة من بدء الدوري الأرجنتيني، لم يكن لدى فريق باراكاس حارس مرمى، وفي ظل غياب الخيارات بدأ الجهاز الفني للفريق في تجربة اللاعبين بهذا المركز.

وقدم ونستون كو الذي كان يلعب في مركز الظهير الأيمن، حلاً غير متوقع، إذ قال للمدرب: “إذا أردت، فسأقدم لك يد المساعدة، رغم أني قد لا أستطيع فعل ذلك”، ونظراً إلى عدم وجود بدائل، وافق المدرب على اقتراحه، ولعب في المباراة الأولى ضد إستوديانتيس دي بوينس آيرس، وقوبل ظهور كو لأول مرة، بالهمهمات والاستهجان من الجمهور منذ اللحظة التي دخل فيها الملعب، وهو بذراع واحدة، ورغم الهزيمة 1-2، فاجأ أداؤه الجميع، وأشادت صحيفة لا برينسا بأداء كو، إذ كتبت حينها: “لقد تصدى كو، الذي يملك يداً واحدة، للعديد من التسديدات، إن طريقته في إيقاف الكرة والأمان والثقة التي يتعامل بها تستحق الثناء”.

أخبار ذات صلة

وظل كو في حراسة المرمى مباراتين أخريين، على الرغم من أن كلتا المواجهتين انتهت بهزيمتين صعبتين: 0-11 أمام متصدر البطولة، ريفورمر، و0-5 أمام ألومني. وبيّنت رواية أخرى للمؤرخ دانييل بالماسيدا أن كو حرس المرمى في المباراة ضد ريفورمر فقط، لأن ثلاثة من زملائه في الفريق، بمن في ذلك حارس المرمى الأساسي، وولفريدو ديغز، فاتهم القطار الذي كان من المقرر أن يقلهم إلى ملعب اللقاء. وعلى هامش هذه المباراة، ظل اللاعب في الذاكرة إلى الأبد، بعد أن تألق بيد واحدة، ليبقى واحداً من أصعب الألغاز التي حضرت، في تاريخ كرة القدم الأرجنتينية.