يونايتد في مسرح الأحلام يعود في ليلة جنونية بطلها ماغواير وكاسيميرو

مع إسدال الستار على مباريات إياب الدور ربع النهائي، شهدت بطولتا الدوري الأوروبي ودوري المؤتمر الأوروبي لكرة القدم، مساء الخميس، ليلة أوروبية حافلة بالإثارة، بحيث لم تخلُ أي مواجهة من الدراما الكروية والتقلبات التي حبست أنفاس الجماهير، وبين انتصارات حاسمة وتعادلات مشوقة وانقلابات في النتيجة، أبرزها انتصار مانشستر يونايتد الإنكليزي على أولمبيك ليون الفرنسي، في ليلة جنونية بطلاها الإنكليزي هاري ماغواير والبرازيلي كاسيميرو، لتنجح في الأخير ثمانية أندية في حجز مقاعدها في المربع الذهبي للبطولتين، وتقترب خطوة جديدة نحو المجد القاري.

وفي واحدة من أكثر مباريات الموسم إثارة، نجح مانشستر يونايتد في خطف بطاقة التأهل لنصف نهائي الدوري الأوروبي، بعد فوزه المثير على ضيفه أولمبيك ليون بنتيجة (5-4) في إياب الدور ربع النهائي على ملعب أولد ترافورد، ليستفيد أصحاب الأرض من تعادل الذهاب (2-2) في فرنسا. وافتتح “الشياطين الحمر” التسجيل مبكراً عبر الأوروغوياني مانويل أوغارتي في الدقيقة العاشرة، قبل أن يعزز الظهير البرتغالي ديوغو دالوت التقدم بهدف ثانٍ في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، لكن الفريق الفرنسي عاد بقوة في الشوط الثاني، وأظهر شخصية قوية وروحاً قتالية عالية، فقلّص كورينتين توليسو الفارق في الدقيقة الـ71، ثم عادل الأرجنتيني نيكولاس تاغليافيكو النتيجة في الدقيقة الـ78، لتمتد المواجهة إلى الأشواط الإضافية. وفي الشوط الإضافي الأول، واصل ليون تألقه وسجل هدفين متتاليين؛ الأول عبر اللاعب الفرنسي ذي الأصول الجزائرية ريان شرقي في الدقيقة الـ98، والثاني بواسطة المخضرم ألكسندر لاكازيت في الدقيقة الـ103 من علامة الجزاء، ليبدو أن بطاقة التأهل في طريقها إلى الفريق الضيف، لكن مانشستر يونايتد رفض الاستسلام، وأطلق ريمونتادا مذهلة في الدقائق الأخيرة؛ بدأها البرتغالي برونو فيرنانديز من ركلة جزاء في الدقيقة الـ114، ثم أضاف الإنكليزي الشاب كوبي ماينو هدف التعادل في الدقيقة الـ119، قبل أن يُسجّل مواطنه هاري ماغواير هدف الفوز القاتل في الدقيقة الـ120، ليضمن بذلك يونايتد تأهله إلى المربع الذهبي ليوروبا ليغ في مشهد درامي لا يُنسى.

وسيضرب مانشستر يونايتد موعداً مع نادي أتلتيك بيلباو الإسباني بعدما نجح الأخير في استثمار عاملي الأرض والجمهور في ملعب سان ماميس الذي سيحتضن نهائي البطولة، وذلك بعد أن أطاح منافسه غلاسكو رينجرز الاسكتلندي بثنائية نظيفة، سجلها كل من أويهان سانست ونيكو ويليامز في الدقيقتين الـ45 والـ80. وعقب تعادل سلبي في مواجهة الذهاب بين الفريقين، أظهر الفريق الباسكي شخصية قوية وسيطرة تكتيكية على اللقاء، ليتأهل لنصف النهائي ويؤكد سعيه للقب أوروبي غالٍ غاب عن خزائنه. أما بالنسبة للطرف الآخر لمواجهة المربع الذهبي، فقد أظهر نادي توتنهام هوتسبيرز الإنكليزي نضجاً لافتاً، حين عاد من ألمانيا بانتصار ثمين على مضيفه آينتراخت فرانكفورت بنتيجة هدف من دون رد، وقّع عليه المهاجم دومينيك سولانكي من ركلة جزاء، وسيلتقي “السبيرز” في نصف النهائي مع بودو غليمت النرويجي الذي حقق مفاجأة من العيار الثقيل إثر إطاحته فريق لاتسيو الإيطالي بركلات الترجيح (3-2) بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي، بفوز ممثل إيطاليا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، علماً أن مواجهة الذهاب انتهت بفوز بودو غليمت بنتيجة هدفين من دون رد، وسجل للفريق الإيطالي كل من فالنتين كاستيلانوس وتيجاني نوسلين وبولاي ديا، قبل أن يقلّص أندرياس كلاوسن هيمرسون الفارق للزوار في الدقيقة الـ109، وهو الهدف الذي غيّر مجرى الأمور، ليذهب اللقاء إلى ركلات الترجيح التي منحت الفريق النرويجي بطاقة العبور إلى نصف النهائي. 

ولم تكن الإثارة أقل في دوري المؤتمر الأوروبي، بحإذ شهدت مباريات إياب ربع النهائي سيناريوهات متقلبة، أبرزها تأهل فيورنتينا الإيطالي بعد تعادل مثير على أرضه أمام سيلجي السلوفيني بنتيجة هدفين لكل منهما، ليحسم بطاقة التأهل مستفيداً من فوزه خارج الديار في مواجهة الذهاب، التي أقيمت الأسبوع المنصرم، بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، ليؤكد بذلك الفريق البنفسجي، وصيف النسختين الماضيتين، عزمه على العودة إلى النهائي ومحاولة التتويج بلقب البطولة هذه المرة. وسيواجه “الفيولا” في نصف النهائي منافساً عنيداً، ويتعلق الأمر بفريق ريال بيتيس الإسباني، الذي حافظ على توازنه في لقاء العودة أمام ياغيلونيا بياويستوك البولندي، مكتفياً بالتعادل بهدف في كل شبكة، مع الإشارة إلى أن النادي الأندلسي فاز في ميدانه في لقاء الذهاب على منافسه بثنائية نظيفة، وليظهر بذلك رفاق النجم الإسباني المخضرم إيسكو مرونة كبيرة في إدارة المباراتين، وتجنّب فخ المفاجآت في هذه المرحلة.

في الطرف الآخر من الجدول، نجح نادي تشلسي الإنكليزي، بقيادة المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا، في حسم التأهل للمربع الذهبي من البطولة، وذلك بالرغم من الخسارة المفاجئة على ملعب ستامفورد بريدج أمام ضيفه ليغيا وارسو البولندي بنتيجة 2-1، وجاء تأهل النادي اللندني للدور القادم عبر الاستفادة من الفوز الكبير في مباراة الذهاب خارج الديار بثلاثية نظيفة، وقد أظهر البلوز تراجعاً في اللقاء الثاني، لكنه لم يكن كافياً ليقلب النتيجة، ما يعكس ضرورة المراجعة قبل الدور القادم، وسيكون رفاق النجم الإنكليزي كول بالمر على موعد مع مواجهة مفاجأة البطولة يورغوردينس السويدي، الذي كتب فصلاً رائعاً من الحكاية الأوروبية بإقصائه رابيد فيينا النمساوي، بحيث فاز في الإياب بنتيجة أربعة أهداف من دون مقابل وعوّض خسارته ذهاباً 2-1.