ماتس هوملز مع نادي روما على ملعب الأولمبيكو، 29 مارس 2025 (Getty)

في عالم كرة القدم، يبقى بعض اللاعبين في الذاكرة فترة طويلة، وأحد هؤلاء هو النجم الألماني ماتس هوملز (36 عاماً) الذي يُعد من أبرز الشخصيات في تاريخ الكرة الألمانية، فبعد سنوات من التألق مع الأندية والمنتخب، أعلن مدافع نادي روما الإيطالي، الجمعة، قراره اعتزال كرة القدم بنهاية الموسم الحالي، ليطوي بذلك صفحة مشوار حافل بالإنجازات والذكريات.

ويُعد هوملز من أبرز المدافعين الذين تركوا بصمتهم في الدوري الألماني، إذ نال لقب البوندسليغا خمس مرات، ثلاث منها مع بايرن ميونخ في مواسم 2016-2017، و2017-2018، و2018-2019، ومرتان مع بوروسيا دورتموند في موسمي 2010-2011 و2011-2012، كما تُوّج بلقب كأس ألمانيا مرتين مع دورتموند في عامي 2011 و2021، ومرة واحدة مع بايرن ميونخ في 2019، وحصد كأس السوبر الألمانية ست مرات، ثلاث منها مع “أسود الفيستيفال” سنوات 2013 و2014 و2019، ومثلها مع البافاري سنوات 2016 و2017 و2018، وإلى جانب ذلك، يملك تجربة دولية مميزة مع منتخب بلاده الذي شارك معه في 78 مباراة دولية، أحرز خلالها خمسة أهداف، وتُوّج بلقب كأس العالم.

من الأكاديمية إلى الأضواء.. انطلاقة هوملز مع بايرن

بدأت رحلة هوملز الاحترافية في أكاديمية نادي بايرن ميونخ حيث نشأ وتعلّم أساسيات اللعبة في واحدة من أبرز أكاديميات كرة القدم في العالم، وكان ظهوره الأول في الدوري الألماني في مايو/أيار من عام 2007، حين كان يبلغ من العمر 18 عاماً، وذلك بعدما شارك بديلاً في الدقيقة الـ52 من مباراة بايرن ميونخ أمام ماينز، ليبدأ بذلك مسيرته التي ستشهد العديد من النجاحات، ورغم قلة مشاركاته في موسم 2007-2008، إلا أن تلك البداية كانت تمهيداً لخطوة كبيرة في مسيرته الاحترافية.

أخبار ذات صلة

التوهج مع بوروسيا دورتموند

في عام 2008، انتقل هوملز إلى بوروسيا دورتموند في خطوة حاسمة في مسيرته، إذ أصبحت مكانته واضحة بوصفه أحد أفضل المدافعين في أوروبا تحت قيادة المدرب الألماني يورغن كلوب، وشكّل هوملز جزءاً أساسياً من الفريق الذي حقق لقب البوندسليغا في موسمي 2010-2011 و2011-2012، ومع بداية العقد الثاني من القرن الحالي، أصبحت تدخلاته الدفاعية وصلابته في الخط الخلفي معروفة للجميع، كما كان له دور كبير في وصول دورتموند إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2013، قبل خسارته أمام بايرن ميونخ.

ذروة المجد.. بطل العالم مع ألمانيا

كان 2014 عاماً استثنائياً في مسيرة هوملز، حقق فيه حلمه وتوّج مع المنتخب الألماني بلقب كأس العالم في البرازيل، وكان جزءاً أساسياً من الدفاع الذي قاد المنتخب إلى لقب تلك البطولة، ولعب دوراً بارزاً في فوز الماكينات الألمانية ضد فرنسا في ربع النهائي، عندما سجل هدف الفوز الوحيد في المواجهة، وهو أحد أهدافه الخمسة مع المنتخب الألماني، لكنه بلا شك كان الأهم في مسيرته الدولية التي بدأت في 2010.

فصل ثانٍ مع بايرن ودورتموند.. ألقاب وخيبات أوروبية

في عام 2016، عاد هوملز إلى بايرن ميونخ بعد سنوات ناجحة في دورتموند، وفي ملعب أليانز أرينا، فاز مع الفريق البافاري بثلاثة ألقاب متتالية في الدوري الألماني، ورغم أن عودته شهدت العديد من الألقاب المحلية، فإن حلم التتويج بدوري أبطال أوروبا ظل بعيداً عن متناوله، إذ لم يتمكن من تحقيق اللقب الذي لطالما سعى إليه مع البافاري، وفي خطوة مفاجئة، عاد هوملز إلى بوروسيا دورتموند في عام 2019، ليجد نفسه مجدداً في مكان يراه الأنسب له على الصعيدين الرياضي والشخصي، وخلال هذه العودة، ساهم في تعزيز استقرار الفريق، مضيفاً مزيداً من الخبرة إلى خط الدفاع، كما ساعد فريقه في الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرة ثانية الموسم الماضي، قبل الخسارة أمام ريال مدريد الإسباني.

الخاتمة الصامتة.. آخر فصول مسيرة هوملز

كانت تجربة هوملز مع نادي روما الإيطالي، الذي انضم إليه في صيف 2024 مجاناً بعد نهاية عقده مع بوروسيا دورتموند، بعيدة عن التطلعات، إذ لم تُتح له فرصة الظهور تحت قيادة المدرب السابق الإيطالي دانييلي دي روسي، ولعب 24 دقيقة فقط مع الكرواتي إيفان يوريتش، قبل أن يبدأ في التناوب بين التشكيلة الأساسية ودكة البدلاء تحت قيادة الإيطالي كلاوديو رانييري، وعلى الرغم من تذبذب مشاركاته مع “الجيالوروسي”، فقد خاض هوملز 18 مباراة بمجموع 1306 دقائق، سجل خلالها هدفاً واحداً، ولم يكن ختام مسيرته مثالياً، غير أن كرة القدم تودّع واحداً من أعظم المدافعين الألمان الذين استطاعوا حفر أسمائهم في سجل “الساحرة المستديرة”.