Connect with us

أخبار الرياضة العربية

أحداث طرابلس تلقي بظلالها على دوري ليبيا وشبح الإلغاء يلوح في الأفق



جماهير ليبية في ملعب طرابلس الدولي في ليبيا، في 8 مارس 2024 (حازم تركية/Getty)

قرّرت لجنة تنظيم المسابقات بالاتحاد الليبي لكرة القدم إيقاف جميع المباريات في المنطقة الغربية من ليبيا، وتحديداً في طرابلس في الساعات الماضية، حتى إشعارٍ آخر، وذلك على خلفية الأحداث الأمنية التي شهدتها العاصمة، وأسفرت عن وفاة الرئيس الفخري لنادي الأهلي طرابلس، عبد الغني الككلي، وهو في نفس الوقت قائد “جهاز دعم الاستقرار”، أحد أبرز التشكيلات المسلّحة التي هيمنت على المشهد الأمني في العاصمة لأكثر من عقد، وإنهاء وجوده. ويأتي هذا القرار تماشياً مع التوجيهات الصادرة لحماية المواطنين، من خلال منع التجمعات المرتبطة بكرة القدم، بينما يخشى المتابعون أن تكون العواقب وخيمة، وتؤثر على سير الدوري الليبي، ما يفرض بحث الحلول العاجلة.

ونشرت لجنة تنظيم المسابقات عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بياناً أعلنت خلاله قرار الإيقاف الفوري للمنافسات، ما فتح الباب أمام سلسلة من التبِعات، التي قد تؤثر سلباً على سير بطولة الدوري الليبي، وتؤدي إلى تأخّر إنهائها ضمن الجدول الزمني المحدد. ويأتي هذا القرار في وقت أنهت فيه الأندية الليبية مرحلة الدور السداسي الأول، الذي يُعدّ المرحلة التمهيدية المؤهّلة للدور السداسي النهائي الحاسم.

ويُبدي المشرفون على كرة القدم الليبية تخوّفهم من أن تذهب جهودهم لتحسين صورة الرياضة عامة، وكرة القدم على وجه الخصوص، أدراج الرياح، لا سيّما في ظل المتابعة الدقيقة من لجان الاتحادين الدولي والأفريقي لكرة القدم للأوضاع في البلاد، خصوصاً بعد قرار رفع الحظر عن الملاعب الليبية الذي صدر قبل أشهر. ويُعَدّ الاستقرار الأمني أحد أبرز العوامل الحاسمة لضمان استضافة الأندية والمنتخبات الليبية لمنافساتها خلال الفترة المقبلة.

وشعر اللاعبون الأجانب في أندية العاصمة الليبية بحالة من القلق والتوجّس، إثر التوترات الأمنية التي شهدتها بعض مناطق طرابلس، وتكرار سماع أصوات إطلاق النار بين الحين والآخر، وهو ما قد يدفع بعضهم للتفكير في مغادرة البلاد. في المقابل، يبذل المسؤولون في الأندية جهوداً لاحتواء الموقف، من خلال تهدئة اللاعبين وتقديم تطمينات بعدم تعرّضهم لأي أذى، على أمل أن تشهد الساعات المقبلة تحسناً في الأوضاع كما هو متوقّع.

وتداولت الأوساط الرياضية في الساعات الأخيرة شائعات تفيد بإمكانية إيقاف المنافسات نهائياً، مع اعتماد النتائج المسجّلة حتى الآن. غير أن هذا السيناريو يبدو بعيداً عن الواقع، في ظل تقارب النقاط بين الفرق المتنافسة، وإمكانية لحاق الملاحقين بالمتصدر الحالي، الأهلي طرابلس. وفي المقابل، تعقد لجنة تنظيم المسابقات اجتماعات مكثفة لبحث سُبل التعامل مع هذا الطارئ المفاجئ، الذي يُعدّ عقبة أمام منظومة تنظيمية ظلّت تعتمد على الانضباط والدقة طوال الفترة الماضية.

ومن بين الحلول المطروحة، في حال استمرار التوتر الأمني، نقل مباريات فرق المنطقة الغربية إلى ملاعب المنطقة الشرقية، بهدف استكمال منافسات الدوري طبيعياً، وضمان انتهائه في موعده المحدد. ويُسهم هذا المقترح في تمكين الأندية من خوض الاستحقاقات الأفريقية في ظروف مثالية، إلى جانب الحفاظ على جاهزية اللاعبين المنتمين لأندية العاصمة طرابلس، والذين يُعوّل عليهم لتمثيل المنتخب الليبي في الاستحقاقات المقبلة.

أما الحل الأمثل فيكمُن في استعادة الاستقرار في طرابلس، وعودة عجلة المسابقات الكروية للدوران، بما يضمن للجماهير حقهم في متابعة فرقهم من المدرجات وتشجيعها، خلال المرحلة الحاسمة من الدوري، وهي ما تُعرف بـ”دور السداسي الأخير”، التي ستُحسم على ضوئها هوية البطل، ومن المنتظر أن تشهد هذه المرحلة منافسة مثيرة، كما كان الحال في الجولات الماضية.

Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يجب رؤيته

More in أخبار الرياضة العربية