مدربون سبق لهم أن كانوا لاعبين مُميزين في كرة القدم (Getty)
تحوّل عدد من لاعبي أندية كرة القدم في السنوات الأخيرة إلى مدربين مباشرة بعد إعلان اعتزالهم اللعب، وسمحت لهم الفرصة بخوض تجارب مثيرة من خلال قيادة أندية تمنوا تدريبها، خصوصاً أولئك الذين سبق لهم اللعب لهذه الأندية فترة طويلة، ولكنهم اصطدموا بالأمر الواقع وكان الحلم “قاتلاً” بالنسبة إليهم، إذ فشلوا في تحقيق أفضل النتائج والخروج بالألقاب مع عدة أندية دربوها، ليتعرض بعضهم للإقالة مبكراً، أو الرحيل قبل نهاية مدة العقد من خلال فسخه بالتراضي.
وفشل المدرب الإسباني يوليان لوبيتيغي (58 عاماً)، في تجربته مع نادي ريال مدريد، بعدما كان من بين أندية يحلم بتدريبه، وهو ما دفعه إلى الموافقة على عرض النادي الأبيض سنة 2018، بالرغم من إشرافه على منتخب إسبانيا الذي كان يستعد للمشاركة في نهائيات كأس العالم التي أقيمت في روسيا، ليُحدث هذا القرار أزمة كبيرة دفعت الاتحاد الإسباني إلى التدخل وإقالته فوراً من منصبه مديراً فنياً لكتيبة لاروخا. لكن رحلة لوبيتيغي مع النادي الملكي لم تستمر طويلاً، بعد البداية المتذبذبة بالخسارة أمام أتلتيكو مدريد، بأربعة أهداف مقابل هدفين، ضمن منافسات كأس السوبر الأوروبي، ثم تواصلت سلسلة النتائج السلبية، ليُقال من منصبه في أكتوبر/تشرين الأول بعد 14 مباراة فقط، آخرها الخسارة القاسية أمام الغريم التقليدي برشلونة، بنتيجة خمسة أهداف لهدف، في كلاسيكو الليغا.
ومن جانبه، وافق الهولندي رونالد كومان (61 عاماً) من دون تردد على تدريب نادي برشلونة الإسباني في أغسطس/آب من سنة 2020، إذ تخلى عن مهمته مع منتخب هولندا وفضّل الاستجابة لنداء فريقه السابق، بهدف مساعدته على استعادة مكانته التي اهتزت إثر الخسارة المدوية آنذاك أمام فريق بايرن ميونخ الألماني بنتيجة (8-2)، في الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، ولكنه استمر لمدة موسم ونصف فقط، قبل أن يُقال في أكتوبر/تشرين الأول من سنة 2021، بسبب توالي النتائج السلبية للنادي الكتالوني في موسمه الثاني، آخرها الخسارة أمام فريق رايو فاييكانو في الدوري الإسباني، وقبلها السقوط أمام الغريم التقليدي، ريال مدريد في الكلاسيكو، في ملعب كامب نو.
وسار المدرب الإسباني تشافي هيرنانديز (44 عاماً) على خُطى كومان في تدريب أندية كرة القدم، إذ وافق في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 على تدريب الفريق الكتالوني الذي لعب في صفوفه لمدة 17 عاماً، واستمر خلال تجربته لمدة موسمين ونصف. وبالرغم من أنه نجح طوال هذه الفترة في التتويج بلقبي السوبر والدوري الإسبانيين في موسم 2022-2023، لكنه لم يستطع الحفاظ على لقبه في الموسم المُوالي، كذلك فشل في إحراز لقب دوري أبطال أوروبا مع النادي الكتالوني خلال هذه المدة، قبل أن يتعرض للإقالة مع نهاية الموسم السابق.
وقاد النجم الإنكليزي السابق فرانك لامبارد (46 عاماً) فريقه تشلسي الذي نجح معه لاعباً، في مناسبتين مختلفتين، الأولى بين سنتي 2019 و2021، إذ أنهى الموسم الأول في المركز الرابع، كذلك قاد الفريق في 84 مباراة وحقق 44 فوزاً مقابل 17 تعادلاً مع 23 خسارة، قبل أن يرحل في الموسم الثاني بالتحديد في يناير/كانون الثاني من سنة 2021، نظراً لتراجع نتائج البلوز آنذاك. ثم أعادته إدارة النادي اللندني مؤقتاً خلفاً للمدرب المُقال غراهام بوتر في إبريل/نيسان من سنة 2023، لكنها قررت التخلي عنه مع نهاية ذلك الموسم، لتتعاقد مع الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو. كذلك لم ينجح الأسطورة الإنكليزي السابق آلان شيرر (54 سنة)، في عالم التدريب، بعد تكليفه في إبريل 2009 لإنقاذ فريق نيوكاسل يونايتد من السقوط إلى دوري الدرجة الأولى الإنكليزي “التشامبيونشيب”، لكنه فشل في تحقيق ذلك، بعدما فاز فريق “الماكبايس” في لقاء واحد من بين المباريات الثماني بقيادة آلان شيرر.
وفي إيطاليا، تولى أندريا بيرلو (45 سنة)، تدريب نادي يوفنتوس بداية من شهر أغسطس 2020، خلفاً للمدير الفني المقال ماوريسيو ساري، إذ وقّع على عقد يمتد لعامين، لكن رحلته لم تستمر طويلاً إثر إقالته من منصبه بعد موسم واحد فقط كان متواضعاً، بالرغم من تحقيق لقبي كأس إيطاليا والسوبر الإيطالي، فيما حلّ رابعاً في بطولة الكالتشيو آنذاك، وودّع منافسة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم من الدور الـ16 بعد خسارته أمام فريق بورتو البرتغالي.
وعيّن نادي ميلان الإيطالي نجمه الهولندي كلارنس سيدورف (48 سنة) في يناير 2014، لخلافة المدرب السابق ماسيميليانو أليغري، وبالرغم من أن نتائج فريق الروسونيري تحسنت تحت إشرافه آنذاك، إذ أنهى الدوري الايطالي في المركز الثامن، إلا أن علاقته باللاعبين وإدارة النادي لم تكن جيدة، لتقرّر الأخيرة إقالته من منصبه وتختار نجماً آخر تولى المسؤولية بدلاً منه، ويتعلق الأمر بالمهاجم الأسبق الإيطالي فيليبو إنزاغي (51 سنة)، ولكنه فشل هو الآخر في تجربته وأقيل من منصبه في يونيو/حزيران 2015، بعدما احتل النادي المركز العاشر في بطولة الكالتشيو، وعجز عن التأهل إلى إحدى المسابقتين القاريتين.
وتواصلت قصة ميلان مع لاعبيه السابقين، إذ تعاقد الفريق مع الإيطالي جنارو غاتوزو (47 سنة)، ليشرف على النادي في سنة 2018 خلفاً للمدرب المقال فينتشينزو مونتيلا، لكن المسيرة التدريبية لغاتوزو مع الروسونيري خلال الـ18 شهراً لم تكن كما أراده، ليغادر سان سيرو في مايو/أيار 2019، إثر فشله في قيادة الفريق للتأهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم خلال ذلك الموسم.
كذلك فشلت تجربة الإيطالي دانييلي دي روسي (41 سنة) مع فريق روما، بعدما عُين مديراً فنياً لنادي العاصمة في شهر يناير من سنة 2024 خلفاً للمدرب المُقال، البرتغالي جوزيه مورينيو، حتى نهاية ذلك الموسم، ثم أعلن استمراره في منصبه بعد نهاية الموسم، بفضل تحسن نتائج الجيالوروسي، لكن تغير الوضع رأساً على عقب في بداية الموسم الكروي الجديد 2024-2025، لتقرر إدارة نادي روما إقالته من منصبه في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، بعد حوالى ثمانية أشهر فقط من توليه المسؤولية، بسبب سوء النتائج التي سجلها الفريق.