Connect with us

أخبار الرياضة العربية

المواجهة الأبدية بين المدربين والتقويم: معركة خاسرة



هاجم غوارديولا وأنشيلوتي كثرة المواجهات في الموسم الواحد (العربي الجديد/Getty)

رفع عدد من المدربين في الدوريات الأوروبية أصواتهم ضد الاتجاه الجديد في عالم كرة القدم، الذي يسيطر عليه كثرة المواجهات، التي يخوضها اللاعبون خلال الموسم الواحد، سواء مع ناديهم أو مع منتخبات بلادهم في جميع البطولات.

ودق ناقوس الخطر باب نادي ريال مدريد في وقت مبكر من الموسم الحالي، بعدما أصيب الحارس البلجيكي تيبو كورتوا وزميله البرازيلي إيدير ميليتاو، وخضعا لعمليات جراحية، لتضج وسائل الإعلام العالمية بعدها بعدة أيام نتيجة غياب قائد خط الوسط البلجيكي كيفن دي بروين لمدة أربعة أشهر عن مانشستر سيتي الإنكليزي، عقب إصابته القوية، بحسب ما ذكرته صحيفة “ماركا” الإسبانية، السبت.

ولم يستطع المدرب الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لنادي مانشستر سيتي السكوت عما يحدث من إصابات اللاعبين المتتالية والمرعبة في بداية الموسم الحالي، ليعلق قائلاً: “إذا أصيب كورتوا، سيكون هناك لاعب آخر. ميليتاو؟ هل سيكون هناك لاعب آخر، دي بروين؟”.

وأشار غوارديولا إلى أنه عندما كان يدرب برشلونة، كان الفريق يحصل على “25 يوماً كإجازة، لكنني محظوظ الآن، لأنني حصلت على 4 أيام أو خمسة أيام (يقصد مع مانشستر سيتي)”، مهاجماً تقويم كرة القدم بشدة، ووصفها بأنها “معركة خاسرة بالنسبة لنا كمدربين”.

غواردويلا لم يكن المدرب الوحيد الذي رفع صوته، بل سبقه أيضاً يورغن كلوب المدير الفني لنادي ليفربول، الذي هاجم تقويم موسم 2023 /2024، بسبب كثرة المواجهات، التي سيخوضها “الريدز”، الأمر الذي دفع الإيطالي كارلو أنشيلوتي إلى التعليق، بقوله: “كيف لا نتفق نحن المدربين؟ القائمون على كرة القدم يقومون بعمل المزيد من البطولات حتى يكسبوا الأموال، وعليهم العمل على تحسين الجودة، عبر تقليل المباريات”.

ما يحدث في بداية الموسم الحالي ليس صراعاً جديداً، بعدما أصبحت كرة القدم رياضة ترفيهية للجميع، وبالتالي فهي تجارية؛ لقد شهد التقويم لأي تخصص (جميع الرياضات) زيادة ملحوظة إلى حد ما في التواريخ المخصصة للمسابقة. وبشكل متناسب، تزايدت شكاوى المدربين بشأن قلة الوقت اللازم للاستعداد والتعافي.

في بعض الأحيان، هناك لاعبون يرفعون أصواتهم أو يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي، من أجل لفت الانتباه إلى العدد المفرط من المواجهات التي يخوضونها، حتى إن الألماني توني كروس قائد وسط ريال مدريد خرج في تصريح عام 2020، وهاجم بطولة دوري الأمم الأوروبية، بقوله: “نحن اللاعبين مجرد دمى لدى الفيفا ويويفا، بسبب هذه المسابقات الإضافية، التي يجرى اختراعها”.

مع ذلك، فإن القاعدة أصبحت بأن يبقى الرياضي على الهامش، وأنه عندما تكون هناك مفاوضات أو نقاشات مطروحة بالفعل على الطاولة، فإنه يستسلم بسهولة نسبياً، رغم العدد المهول من الإصابات، التي حدثت في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى بالعام الماضي.

وبحسب الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين، فإن عدد الإصابات في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى في العام الماضي وصلت إلى 3000 إصابة، وهو رقم كبير للغاية، حيث جاء في المركز الأول “البريميرليغ” بـ686 إصابة، “الكالتشيو” ثانياً بـ679، “الليغ 1” ثالثاً بـ587 إصابة، “البوندسليغا” رابعاً بـ562 إصابة، و”الليغا” خامساً بـ487 إصابة.

صحيح أن عدد الإصابات في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى بالموسم الماضي ضخم، لكن هناك حقيقة لا يمكن إنكارها، وهي أن الرياضي أصبح أكثر استعداداً بشكل بدني من أي وقت مضى لتحمل أعباء كثرة المشاركة في المواجهات والبطولات، والدليل أننا نشاهد لاعبين تقدمت أعمارهم في السن، لكنهم ما زالوا يقدمون أفضل الأداء لديهم.

كرة القدم لا تغرد وحيدة في عالم الرياضة، بل امتد الأمر إلى عدد من الرياضات الأخرى، مثل فورمولا 1، “موتو جي بي”، بالإضافة إلى كرة القدم الأميركية، التي شهدت خلال السنوات الماضية اتساعاً في التقويم لديها خلال الموسم الواحد، ما جعل أصوات بعض نجومها تعلو أيضاً، وتطالب بضرورة تقليلها.

وأصبحت كثرة المنافسات تدر الأموال على إدارات الأندية أو الفرق الرياضية المختلفة، حتى إن القائمين على منافسات الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين، عندما جلسوا مع اتحاد اللاعبين، الذي أثار قضية تقليل عدد المواجهات إلى أقل من 82 مباراة في العام الماضي، لم يجر التطرق نهائياً لهذا الموضوع في الاجتماع، بسبب المكاسب المالية، التي يحصل عليها الجميع.

وبنفس الطريقة ينعكس الأمر على كرة القدم، فالاتحاد الدولي “فيفا” و”يويفا” يطرحان العديد من الأفكار الجديدة، مثل تقليص وقت المواجهات الفعلية من 90 دقيقة مقسومة على شوطين، إلى 30 دقيقة للشوط الواحد، ما يجعل اللاعب يجد نفسه يلعب بشكل أقل، لكنهما (أي فيفا ويويفا) لا يفكران نهائياً بالعمل على تقليص تواريخ التقويم لديهما.

إن تأكيد المدرب الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي الإنكليزي عندما أشار إلى اللاعبين بأنهم العائق الوحيد أمام جماهيرية المباريات هو نصف دقيق. حسناً، علينا أن ننسى أن الأندية الكبرى يعود الفضل فيها جزئياً إلى لعب المزيد من المواجهات، التي تشكل المزيد من العوائد المالية لإدارات الفرق، على عكس اللاعبين والأندية ذات التصنيف الأدنى. لذلك بإمكاننا القول إن المواجهة الأبدية بين المدربين والتقويم هي معركة خاسرة.

Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يجب رؤيته

More in أخبار الرياضة العربية