وجد الخلاف طريقه بين قادة مليشيا “الحشد الشعبي”، بعد أن رفض زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر بشدّة، الدعوات بأن يشغل زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي منصب مسؤول “الحشد”، الأمر الذي ينذر بانقسامه إلى فصائل ورؤوس متناحرة.
وقال الصدر في بيان صحافي، إنّه “يستغرب دعوة زعيم منظمة بدر هادي العامري، وحديثه أنّ المالكي هو من أسس (الحشد الشعبي)”، مشدّداً على أن “مثل هذا (الحشد) إن وجد فهو لا يمثلني ولا يمثل العراق”.
وأضاف الصدر، أنّ مثله “لا يرضى بمثله (يعني المالكي) مسؤولاً عن الجهاد والمجاهدين”، مشيراً إلى أنّ “المالكي هو من ضيّع العراق والعراقيين. و(هناك) سبايكر، والصقلاوية، وبعدهما، الموصل، والأنبار، وغيرها من الانتهاكات التي قام بها بحق المواطنين تحت عنوان إرهاب الحكومة وحكومة الإرهاب”.
ووصف زعيم التيار الصدري، المالكي بـ”الدكتاتور”، قائلاً “ولا يفلح الدكتاتور حيث أتى”.
من جهته، عدّ الخبير في شؤون الجماعات المسلّحة، عامر الزيدان، أنّ “بيان الصدر هو نتيجة متوقعة وانقسام غير مستغرب بين فصائل مليشيات (الحشد)”.
وقال الزيدان، خلال حديثه مع “العربي الجديد”، إنّ “(الحشد) حقق مكاسب ماديّة كبيرة من خلال الحملات العسكريّة التي قام بها في ديالى، وصلاح الدين، والأنبار وغيرها. وأعمال السلب والنهب الكبيرة التي قام بها والمستمرّة حتى الآن، ومنها تفكيك مصفاة بيجي بالكامل، والتي درّت عليه أموالا طائلة جدّاً، وغيرها”.
وأشار الخبير العراقي، إلى أنّ “غالبية تلك المكاسب عادت إلى فصائل مليشيات (الحشد)، ومنها مليشيات (الصدر)، لكن هناك تحرّكات داخليّة من قبل قادة المليشيات الأخرى، ومنها (بدر)، و(العصائب)، و(حزب الله)، لإبعاد مليشيا (الصدر) عن الحشد”، مشيراً إلى أنّ “ذلك تم بالفعل من خلال عدم مشاركتها (مليشيا الصدر) الفعليّة في معركة الفلوجة”.
وأكّد المتحدث ذاته، أنّ “السبب وراء محاولات الإقصاء هو الخلاف بين الصدر والمالكي، وأنّ الأخير يسعى لإبعاد الأول عن (الحشد)، ليتسنى له زعامته”، موضحاً أنّ “هذا الخلاف سيؤدي بالنتيجة إلى انقسام فصائل (الحشد) على نفسها، وقد يجرّها إلى الاشتباكات المسلحة بسبب المكاسب، وهذا ما حدث من خلال مهاجمة أتباع الصدر لمقرّات حزب الدعوة وكتلة بدر في المحافظات الجنوبيّة وبغداد”.
ورجّح الزيدان، أن “يتطور الموقف في حال تمسك المالكي بأن يتزعم (الحشد)، إلّا في حال استبعاده من قبل المرجع السيستاني، تلافياً لتفكيك الحشد”.
يُشار إلى أنّ مليشيات “الحشد الشعبي”، هي عبارة عن اسم شمل غالبية فصائل المليشيات في العراق، اجتمعوا بناءً على فتوى من المرجع السيستاني، والذي أفتى بقتال تنظيم “داعش “عقب اجتياحه العراق عام 2014.