حسام حسن مع منتخب مصر على ملعب القاهرة الدولي، 11 أكتوبر/تشرين الأول (Getty)
حقق المنتخب المصري لكرة القدم انتصاره الثالث على التوالي في تصفيات كأس أمم أفريقيا، بقيادة المدرب حسام حسن (58 سنة)، أمام منتخب موريتانيا بهدفين نظيفين، سجلهما محمود حسن تريزيغيه ومحمد صلاح خلال الشوط الثاني، وبهذه النتيجة تصدر منتخب الفراعنة مجموعته الثالثة بالعلامة الكاملة، برصيد تسع نقاط، لسابق فوزه على الرأس الأخضر 3-0، وبتسوانا 4-0.
وحظيت أجواء وأصداء معسكر المنتخب المصري لكرة القدم باهتمام إعلامي كبير، إذ تصدر خبر عقد اجتماع بين الجهاز الفني وقائد منتخب “الفراعنة” محمد صلاح، والذي أسفر عن إعطاء نجم ليفربول راحة من المشاركة وإعفائه من خوض لقاء العودة أمام منتخب موريتانيا غدا الثلاثاء، 15 أكتوبر/ تشرين الأول، على أحد ملاعب العشب الصناعي بالعاصمة نواكشوط، خوفاً على نجم ليفربول الإنكليزي من الإصابة، نظراً لطبيعة أرضية الملعب الصعبة.
يُضاف إلى ذلك أن منتخب مصر يحتاج لنقطة واحدة من مبارياته الثلاث المتبقية بالمجموعة لضمان التأهل للنهائيات، وهو أمر في المتناول، وفقاً لرؤية الجهاز الفني، وأشاد البعض بمبادرة حسام حسن بتفضيل إراحة محمد صلاح، وهو القرار الذي نال استحساناً وارتياحاً من إدارة “الريدز”، ويزيد درجات الثقة والتعاون بين الجهاز الفني للمنتخب المصري والنادي الإنكليزي في ما هو قادم.
وتعرض حسام حسن لانتقادات كثيرة منذ توليه مهمة المنتخب المصري في فبراير/ شباط 2024، خلفاً للبرتغالي روي فيتوريا، بعد الخروج المبكر من دور الـ16 بأمم أفريقيا، التي أقيمت في ساحل العاج في بداية هذا العام، إثر الخسارة بركلات الترجيح أمام الكونغو الديمقراطية، بعد انتهاء المباراة بالتعادل (1-1)، في وقتيها الأصلي والإضافي.
وتعددت المشاكل والخلافات والصراعات منذ تولي حسام حسن المهمة، والتي بدأت مع القائد محمد صلاح، خلال معسكر مارس/ آذار الماضي، بعدما فضّل نجم ليفربول عدم الانضمام نظراً لإصابته خلال أمم أفريقيا وحاجته لمزيد من التأهيل والإعداد لاستكمال الموسم مع مباريات واستحقاقات فريق “الريدز”، وهو ما أغضب حسام حسن، ونشبت أزمة أخرى مع نجم آينتراخت فرانكفورت الألماني عمر مرموش، ورفضه الانضمام إلى المنتخب المصري بداعي العلاج من إصابة بإصبعه وإجراء جراحة قبل معسكر يونيو/ حزيران الماضي أيضاً، استعداداً للقاءي بوركينا فاسو وغينيا بيساو في التصفيات المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026.
وأخيراً استبعاد أحمد حجازي بعد أحداث مباراة بوركينا فاسو، وعدم دخوله بديلاً للمصاب رامي ربيعة، بعد غضب حجازي من تعليق أحد أفراد الجهاز الفني، وتحديداً المدرب العام طارق سليمان، عندما قال: “خليه يدخل وخلاص”، ورفض حجازي المشاركة إثر سماعه هذه العبارة، وتم الدفع بأحمد رمضان بيكهام، وقرر الجهاز الفني للمنتخب المصري استبعاد حجازي ردا على رفضه المشاركة، رغم تاريخه الذي سجله بخوضه 100 مباراة دولية خلال 13 عاماً.
كما تعرض مدرب منتخب مصر حسام حسن لانتقادات على مستوى الاختيارات الأخيرة الخاصة بمباراتي موريتانيا، بعد استبعاد عناصر مميزة، أهمها نجم الجزيرة الإماراتي محمد النني، ولاعبو الأهلي: إمام عاشور وحسين الشحات وياسر إبراهيم وعمر كمال عبد الواحد، وعدم ضم ظهير أيمن الزمالك المتألق في الفترة الأخيرة عمر جابر، وقائد إيبسويتش تاون الإنكليزي سام مرسي.
وأثار حسام حسن أزمة خلال مؤتمره الصحافي قبل المباراة الأخيرة أمام موريتانيا، بعد إدلائه بتصريحات أثارت غضب المحللين والنقاد، إذ تحدث عن قضايا ثانوية، وانتقد اتحاد كرة القدم وإدارة شؤون اللعبة خلال السنوات الماضية. هذه النقطة أثارت جدلاً واسعاً، وهو ما يشير إلى أن هناك الكثير من المتصيدين لكل ما يقوله.
كما أظهرت تصريحاته تناقضاً بين رأيه باعتباره محللا ورأيه بصفة مسؤول بعد إصابة محمد صلاح في مباراة غانا خلال أمم أفريقيا في يناير/ كانون الثاني الماضي، فقد عارض حينها سفر صلاح للعلاج، ورفض مغادرته معسكر المنتخب بساحل العاج، منتقداً بشدة سفر القائد في وقت حساس. لكن الآن، وافق حسام حسن على إراحة صلاح، مبرراً ذلك بمسؤولياته واختلاف الأدوار والمصالح.
وجاء قراره الأخير بإعفاء مهاجم نانت الفرنسي مصطفى محمد بعدما أظهرت الفحوصات الطبية تعرضه لإجهاد في العضلة الخلفية، وهو ما يثير القلق من تفاقم الإصابة، ومع ذلك، يمتلك حسام حسن قائمة مميزة من اللاعبين يمكنه الاعتماد عليهم، مثل مصطفى فتحي ومحمود صابر، الذي انضم بعد إصابة نبيل عماد دونجا، بالإضافة إلى إبراهيم عادل وناصر ماهر وأسامة فيصل.
ولا يُمكن لأحد إنكار أن حسام حسن أحد أساطير الكرة الأفريقية، إلا أنه يحتاج إلى مزيد من الحكمة والمرونة والكياسة والدبلوماسية في آرائه وتصريحاته، حيث يجب أن يحدد متى يتحدث، ومتى يجب أن يصمت أو يستمع، إذ تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة لإرضاء الجماهير من خلال السعي للتتويج بلقب كأس أمم أفريقيا الغائب منذ عام 2010، بالإضافة إلى الهدف الأهم، وهو التأهل إلى بطولة كأس العالم 2026، في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.