فرحة فيران توريس بالهدف القاتل في ملعب واندا، 16 مارس 2025 (Getty)
وسط سباق المسلسلات الرمضانية المصرية والعربية، تتفوّق دراما فريق أتلتيكو مدريد الإسباني، بعد سقوطه وخسائره المتتالية بأكثر أساليب “القسوة الكروية”، وهو الذي كان يخوض صراعاً شرساً على جبهات متعددة، في ظل صراعه على لقب “الليغا” ضدّ برشلونة وريال مدريد، وفي كأس الملك، وصل إلى نصف النهائي بعد تعادل مثير مع برشلونة 4-4 في الذهاب، على أن يتجدد اللقاء في الثاني من شهر إبريل/ نيسان المقبل، أما في دوري الأبطال، فقد تأهل إلى دور الـ 16 قبل سقوطه أمام حامل اللقب، ريال مدريد، بعد مباراة ماراثونية شهدت أحداثاً درامية انتهت بتفوق الملكي بركلات الترجيح.
وتوالت المشاهد الدرامية لأتلتيكو مدريد، منذ بداية شهر مارس/ آذار الجاري، المليء بالإحباطات والهزائم القاسية لـ “الروخيبلانكوس”، التي كان وراءها أسباب كثيرة، يغلفها سوء الحظ والأخطاء الدفاعية القاتلة، وقرارات مدربه الأرجنتيني، دييغو سيميوني، الخاطئة، التي أثارت الكثير من الجدل. وبدأ مسلسل السقوط بالخسارة 1-2 أمام ريال مدريد في ذهاب دور الـ16 بدوري الأبطال، بعد أن بدأ اللقاء بتقدم رودريغو لريال مدريد في الدقيقة الرابعة، ليعادل خوليان ألفاريز لأتلتيكو بعد 32 دقيقة، وفي الدقيقة 55، خطف إبراهيم دياز هدف الفوز لريال مدريد، وسط أحزان سيميوني، الذي شعر بغضب شديد نتيجة الهزيمة، رغم الأداء القوي لفريقه، وكان المشهد الثاني عندما واجه أتلتيكو مدريد غريمه خيتافي، في “ديربي مصغر” على ملعب الكولوسيوم، تقدم أتلتيكو بهدف من ركلة جزاء سجلها النرويجي الكسندر سور لوث في الدقيقة 75.
ولكن في آخر المباراة، سجل خيتافي هدفين قاتلين في الدقيقتين 88 و90، إثر أخطاء دفاعية كارثية، ليخسر أتلتيكو المباراة، في وقت شهد طرد الأرجنتيني أنخيل كوريا، وجاء المشهد الثالث في مواجهة ريال مدريد في مباراة العودة بدوري الأبطال على ملعب “واندا متروبوليتانو”، إذ أحرز الأتلتي هدفاً مبكراً عبر لاعبه كونور غالاغير في الدقيقة الأولى، ورغم فرص عديدة كان من الممكن أن تمنح أتلتيكو التأهل، ومع الوصول إلى ركلات الترجيح، جرت حادثة مثيرة للجدل عندما أُلغيت ركلة الجزاء، التي سجلها خوليان ألفاريز، بعد قرار حكام الفيديو، ما أثار ضجة كبيرة.
وفي النهاية، خسر أتلتيكو 2-4 بركلات الترجيح، ليودع دوري الأبطال وسط صدمة جماهيرية وألم نفسي وبدني للاعبين والجهاز الفني، ثم جاءت المواجهة الأخيرة أمام برشلونة على ملعب “واندا ميتروبوليتانو” في مباراة مهمة للغاية، بعد أن بدأ أتلتيكو المباراة على نحوٍ مثالي، إذ تقدم بهدفين دون رد، الأول من خوليان ألفاريز في الدقيقة 45، ثم عزز النرويجي الكسندر سور لوث التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 70. ومع تقدم المباراة، وتبديلات سيميوني للمحافظة على النتيجة وسط الإجهاد من مباراة دوري الأبطال الأخيرة، سجل برشلونة هدفاً عبر روبرت ليفاندوفسكي في الدقيقة 72، ثم تعادل فيران توريس في الدقيقة 78، قبل أن يتفوق برشلونة في اللحظات الأخيرة.
وفي الدقيقة 90+2، سجل يامال هدفاً عكسياً لصالح برشلونة، ليضيف فيران توريس هدفه الثاني في الدقيقة 90+8، معلناً فوز برشلونة 4-2، الذي احتفظ بالقمة برصيد 60 نقطة، بينما تراجع أتلتيكو مدريد إلى المركز الثالث بـ 56 نقطة، مع بقاء 10 جولات في الدوري. ورغم تلك النتائج، لم يفقد أتلتيكو مدريد حظوظه في البطولة، إذ تبقى له مباريات حاسمة في الدوري وكأس الملك، إذ سيواجه برشلونة في لقاء العودة بالدور نصف النهائي بداية الشهر المقبل.
وتتواصل متاعب أتلتيكو مدريد، في ظل اقتراب رحيل نجمه الفرنسي أنطوان غريزمان، الذي يُعتبر العقل المدبر للفريق، والذي حقق إنجازاً قياسياً في الدوري الإسباني بوصفه أكثر لاعب أجنبي مشاركة في المباريات، معادلاً رقم الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي، بـ520 مباراة، إذ إنه يقترب من الانتقال إلى الدوري الأميركي، وبالتحديد إلى فريق لوس أنجليس إف سي.
وفي مواجهة هذه التحديات، يواصل المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني مسيرته مع الفريق منذ ديسمبر/ كانون الأول 2011، وسط ضغوطات كبيرة للحفاظ على مكانة أتلتيكو مدريد على الساحة المحلية والدولية، وتبرز أمامه الكثير من التحديات لاستمرار النجاح مع “الروخيبلانكوس” في الموسم الحالي، مع ضرورة تعزيز صفوف الفريق بصفقات قوية في الموسم المقبل لضمان الاستمرار في المنافسة على الألقاب والبطولات.
