تحدث هشام حطب، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية، عن أن مصر جاهزة وقادرة على تنظيم الألعاب الأولمبية لعام 2036، كأول دولة عربية وأفريقية تنال هذا الشرف، وذلك لمحو آثار الحصول على صفر في سباق استضافة مونديال 2010 الذي نظمته جنوب أفريقيا.
وتناول حطب في حوار خاص مع “العربي الجديد”، مونديال قطر وإمكانية استضافة مصر للألعاب الأولمبية، وتناول أموراً تخص الرياضة في مصر، نافياً أن يكون للرئيس السابق لنادي الزمالك، مرتضى منصور، أي دور في تطوير الرياضة في مصر، وردّ على عدد من الأسئلة.
كثر الحديث عن استضافة مصر لأولمبياد 2036، فما الذي حصل في هذا الشأن؟
مصر على أبواب دخول ملف تنظيم دورة الألعاب الأولمبية 2036، ونسعى بكل جهد لأن تكون الدورة الأولمبية 2036 هي الأولى التي تنظم في القارة الأفريقية، ويُعَدّ شرفاً أن تقدم مصر ملف ترشّح لتنظيم هذه الدورة.
على أي أساس الإقدام على هذه الخطوة؟
تُعتبر مصر قادرة على هذه الاستضافة، نظراً لما تمتلكه من بنية تحتية قوية وعناصر مصرية وكفاءات تستطيع تنظيم هذا الحدث واستضافته الآن، لأننا بالفعل جاهزون لتنظيم الدورة الأولمبية. مصر لا تنظم بطولة إلا وتظهر في أفضل صورة، ورأينا ذلك في بطولات العالم التي نظمتها مصر من قبل على أعلى مستوى في كرة اليد والسلاح والخماسي الحديث والجمباز والسباحة، والدراجات، وغيرها من البطولات في الألعاب الأخرى.
ماذا يمثل تنظيم الدورة الأولمبية للمصريين؟
شرف كبير لأي دولة أن تنال تنظيم الدورة الأولمبية التي يشارك فيها أكثر من 10 آلاف لاعب ولاعبة في جميع الألعاب المدرجة في برنامج الدورة، والذين يمثلون جميع قارات العالم وأفضل لاعبيها، كذلك إن الدورة الأولمبية عندما ننظمها، فإننا نمثل العرب والقارة الأفريقية، فالدورة الأولمبية بالنسبة إلينا بطولة عربية وإقليمية وإسلامية وعالمية.
ماذا أثمرت زيارة توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية لمصر؟
أعجب باخ بالقرية الأولمبية والمدينة الرياضية في العاصمة الإدارية الجديدة والملاعب المصرية المتوافرة في كل الرياضات، ووعدت الدولة المصرية ببناء 4 قرى أولمبية أخرى من أجل استخدامها في تنظيم البطولات الدولية والعالمية والدورات الأولمبية.
هل درست مصر ملف تنظيم الدورة؟
جميع الدول تتسابق على التقدم بملفات لتنظيم الأولمبياد، لكن المفاجأة أن توماس باخ هو الذي عرض على مصر تنظيم أولمبياد 2036، لأن القارة الأفريقية هي الوحيدة التي لم تنل شرف التنظيم، ووجد باخ ضالته في مصر لتنظيم هذا الحدث الكبير، لامتلاكها الملاعب التي تتضمن كل المواصفات الفنية وفقاً للمعايير الدولية، وكل الخدمات الخاصة في الرياضات المختلفة.
هل تسير مصر على خطى قطر والسعودية في استضافة الأحداث الرياضية الكبيرة؟
استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022 كانت على أعلى مستوى في كل شيء، وافتخر العرب بذلك، والسعودية والمغرب قادمتان لتنظيم 2030 و2034، فكل الدعم لهما في كل المجالات، ومصر قادرة على تنظيم أكثر من بطولة عالم لتوافر البنية التحتية وملاعب مطابقة للمواصفات في مختلف المحافظات، وسنكون موجودين خلال الفترة المقبلة في ملف تنظيم كأس العالم بعد أن نظمنا من قبل وبكفاءة شديدة بطولة كأس العالم للشباب في التسعينيات، وكأس أمم أفريقيا لكرة القدم عدة مرات، فضلاً عن تنظيم الدورات الأفريقية التي تشبه في التنظيم بطولات كأس العالم والدورات الأولمبية.
لماذا لم تتقدم مصر بملف الترشح بعد ملف 2010 الذي حصلت فيه على صفر نقاط؟
لسنا بعيدين عن تنظيم كأس العالم لكرة القدم التي تُعَدّ الرياضة الشعبية الأولى حول العالم، وبخاصة مصر، وسننظر إلى هذا الموضوع لمحو آثار صفر المونديال، لأن الدولة لها خططها وأهدافها، ونحن داعمون للدولة في أي قرار تأخذه، لأن ملف التنظيم قرار سياسي يخضع لعدة معايير بعيداً عن البنية التحتية والكفاءة في التنظيم.
ما النتائج المتوقعة لمصر في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024؟
نحن لا نستطيع أن نحدد النتائج المتوقع تحقيقها في الدورة الأولمبية باريس 2024، لأنها تخضع لعوامل التوفيق والحالة البدنية والنفسية والصحية للاعب قبل المنافسات، والقرعة التي قد تعصف بلاعب متميز في الدور الأول لوقوعه أمام بطل عالم أو بطل أولمبياد، ولكن نعمل ما بوسعنا بإعداد اللاعبين بشكل جيد لاتباعنا المنهج العلمي في الإعداد الفني والبدني والنفسي والتوعية بالابتعاد عن المنشطات.
هل تقصد بذلك أن مصر من الصعب أن تحقق ميدالية أولمبية في باريس 2024؟
لم أقل ذلك، ولم أحدد عدد الميداليات التي يمكن تحقيقها، فكل ما نستطيع قوله أننا نعدّ اللاعبين بنسبة 100% ثم تأتي النتيجة بتوفيق من عند الله، فإذا أراد الله أن يوفقنا فسنحصد الميداليات، وإذا لم يرد، فمن الممكن أن يكون القادم أفضل في لوس أنجليس 2028، لأننا نعدّ اللاعبين لجميع الدورات مع تواصل الأجيال لإفراز مزيد من الأبطال في كل دورة.
ألم يأتِ موعد التغيير في بعض بنود قانون الرياضة المصري؟
أخرجت مصر قانوناً متميزاً للرياضة رقم 71 عام 2017، ضمّ جميع أفرع الرياضة من النواحي الفنية والإدارية، وحتى السيطرة على اللاعبين وفرض العقوبات، وكل ما يخص الجمعيات العمومية، لعل أبرزه إنشاء مركز للتسوية والتحكيم الرياضي مقره في اللجنة الأولمبية، وذلك بنص المادة الـ66 من القانون.
البعض يطالب بتعديله بعد سنوات قليلة من خروجه إلى النور؟
القانون ظهرت آثاره، والدليل النتائج التي حققتها مصر منذ 2017 وحتى الآن، والأبطال الذين ظهروا خلال هذا القانون وتحت مظلته، ولكن لا مانع أن يكون في تغيير في بعض بنود القانون، فمن الممكن أن تظهر بعض العوائق وبعض السلبيات عند التطبيق، ويمكن التغلب على ذلك في إيجاد الحلول لهذه السلبيات والعوائق بوضعها في اللوائح، والقانون لن نعدله إلا بعد فترة، فالقانون السابق 77 لسنة 1975 لم يتغير إلا بعد 42 سنة، فنحن لا ننظر أن نجري تعديلاً في القانون بعد 5 أو 6 سنوات، إلا إذا اقتضت الضرورة لذلك.
ما البنود المقترحة للتغيير؟
ما يخص الاستثمار، لأن الرياضة أصبحت صناعة تمتلك استثمارات عديدة، ولذلك يجب التوسع في هذه النقطة بوضعها في صورة أكبر داخل اللوائح بعيداً عن القانون، أو من الممكن أن يصدر قانون خاص بالاستثمار الرياضي وحده، أو إصدار مشروع قانون يكون تابعاً لوزارة الاستثمار.
ما سرّ التقدم الملموس في الرياضة المصرية على مختلف المستويات؟
النتائج المتميزة التي حققتها الرياضة المصرية خلال الفترتين السابقة والحالية، لم تأتِ من فراغ، فهناك مجهودات كبيرة تبذل وتحديات عديدة تواجهنا، واستطعنا التغلب عليها، ولكن السر الحقيقي في النجاح هو التعاون المثمر بين اللجنة الأولمبية المصرية، والاتحادات الرياضية، ووزارة الشباب والرياضة.
هل اختفت المشكلات في الرياضة المصرية بعد ابتعاد مرتضى منصور عن المشهد الرياضي؟
مرتضى منصور كشخص ليس له أي تأثير في قطاع الرياضة، أو أي قطاع آخر، ولكن تأثيره ينبع من أنه كان يقود مؤسسة رياضية كبيرة بحجم نادي الزمالك، تضم العديد من الألعاب المختلفة، وآلافاً من الرياضيين في مختلف الرياضات، وبعد ابتعاده وإفراز مجلس جديد لنادي الزمالك هدأت الأمور والأحوال في الشارع الرياضي.
لماذا برزت ظاهرة هروب اللاعبين من مصر؟
مشكلة تجنيس اللاعبين وهروبهم إلى دول أخرى، من أهم الملفات التي تعاني منها معظم الدول في كل المجالات، وبخاصة في الرياضة، لأن هناك بعض اللوائح الخاصة ببعض الاتحادات الرياضية الدولية، تسمح بالتجنيس بإجراءات سهلة، ونأمل أن تسيطر الاتحادات الدولية بالتعاون مع اللجنة الأولمبية الدولية على هذه الظاهرة خلال الفترة المقبلة، لأننا نسعى للمحافظة على اللاعبين بتوفير الإمكانات المناسبة لهم من أجل الاستقرار والتركيز في التدريبات والمنافسات فقط للحفاظ على الطفرة الرياضية التي تحققت خلال السنوات الماضية.
ما أسباب هذه الظاهرة؟
قد تكون هذه الظاهرة بسبب السعي لربح المزيد من المال، ولكن أعتقد أن التفوق الرياضي هو الهدف من هذه الظاهرة التي تحدث عندما لا تكون الفرصة سانحة لمشاركة اللاعب مع منتخب بلاده .
كيف تحدّ مصر من هذه الظاهرة؟
رفعت الدولة قيمة مكافآت اللاعبين في الدورات الأولمبية والبطولات الأفريقية والعربية، ما يمنح الرياضيين المزيد من الاستقرار النفسي والمادي، والدافع الكبير لإحراز البطولات، وحصد الإنجازات للحصول على الجوائز المالية الكبيرة.
أين مصر رياضياً؟
مصر الأولى عربياً وأفريقياً، فنحن أبطال آخر دورة للألعاب الأفريقية بالمغرب 2019، ونحن الأول في دورة الألعاب العربية 2011 واكتسحنا دورة الألعاب الأفريقية للشباب التي أقيمت بالجزائر 2018، ولكن دورة الألعاب العربية التي أقيمت في الجزائر هذا العام شاركت مصر ببعثة رمزية مكونة من ثمانية لاعبين وأربع لاعبات في لعبتي ألعاب القوى ورفع الأثقال، وحصدوا 13 ميدالية متنوعة، بواقع 12 ذهبية وميدالية واحدة فضية، وحققت هذه البعثة المطلوب منها، وشاركنا في هذه الدورة ببعثة رمزية من أجل الحضور العربي.