أجرى زين الدين زيدان أسطورة كرة القدم الفرنسية والمدير الفني السابق لـ ريال مدريد، حوارًا مطولًا مع صحيفة “ليكيب” الفرنسية بمناسبة عيد ميلاده الخمسين.
زيدان يغيب عن الأضواء منذ استقالته من تدريب ريال مدريد قبل حوالي عام، لكنه يظل خالدًا بإنجازاته التي حققها كلاعب وكمدرب.
وارتبط اسم زيدان مؤخرًا بتدريب باريس سان جيرمان، قبل أن يرفض العرض انتظارًا لمنتخب فرنسا كما نقلت بعض التقارير.
وتحدث زيدان خلال الحوار عن هدفه التاريخي في باير ليفركوزن، نطحته الشهيرة لـ ماركو ماتيراتزي، إمكانية تدريبه سان جيرمان، علاقته بـ ريال مدريد بعد مغادرته، اعتزاله الدولي مع فرنسا، لعبه مصابًا أمام البرازيل، هوسه بـ إنزو فرانسيسكولي، والعديد من الكواليس الأخرى عن حياته.
دعونا ننتقل إلى نص الحوار…
كيف كان انتقالك إلى ريال مدريد كلاعب؟
“كان غريبًا، تم بعملة الفرانك مما جعل المبلغ ضخمًا. الصفقة قدرت بـ 76 مليون يورو، كان مبلغًا مذهلًا، لم أمتلك خيارًا آخر، يوفنتوس كان لديه حق طلب المبلغ الذي يريده، وريال مدريد كان لديه حق الدفع. كنت قد أتممت 29 عامًا وأمتلك الخبرة، لكني كنت أعرف ما قد يفوتني: اللعب في ريال مدريد. احتجت إلى هذه الخطوة في لحظة ما لإعطاء دفعة لمسيرتي. قضيت 5 سنوات في يوفنتوس، وفزت بكل شيء باستثناء دوري أبطال أوروبا، خسرنا النهائي مرتين، كنت أحتاج إلى إعادة ولادتي وهذا التحدي الجديد”.
هل تتذكر اللقاء الأول مع فلورنتينو بيريز؟
“بالطبع أتذكر، كان في موناكو، عندما تقابلنا لأول مرة تم كل شيء هناك، لم تكن هناك جلسة ثانية أو ثالثة لإنهاء الأمور، المرة الأولى كانت حاسمة، وافقنا، وبيريز رجل لا يمزح، عندما يقول إنه سيفعل فإنه يفعل. أتذكر موقفًا طريفًا حتى اليوم. كنا جالسين على مائدة كبيرة في موناكو خلال حفل عشاء، لكننا لم نكن جالسين في نفس الجانب، ثم قمت لتلقي الجائزة، فأعطاني منديل مائدة وبداخل كُتب: هل تريد القدوم؟. فأجبته كذلك على منديل مائدة وقلت له “نعم-Yes”. حتى اليوم أتساءل لماذا أجبته بالإنجليزية، كان من الممكن أن أكتب “نعم-Oui” لأنه يتحدث الفرنسية، أو “نعم-Sí” بالإسبانية، لكني كتبتها بالإنجليزية. منذ تلك اللحظة بدأ كل شيء، قضيت 5 سنوات في ريال مدريد، إنه رقمي وقد ظل يطاردني”.
لماذا اخترت الرقم 5 في ريال مدريد؟
“قضيت 5 سنوات في يوفنتوس، و5 سنوات في ريال مدريد، الرقم 5 لديه مكانة مميزة في حياتي. على سبيل المثال شاركت في 5 تتويجات لـ ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا: كلاعب في 2002، كمساعد لـ أنشيلوتي في 2014، وكمدرب في 2016 و2017 و2018. وكذلك في حياتي العائلية، يطاردني الرقم عندما أذهب لفندق أتواجد في الطابق الخامس. هناك أمور مميزة. وعند وصولي لـ ريال مدريد أخبرني فلورنتينو: “في فريقي الأرقام من 1 إلى 11، ليس هناك 35 أو 40، والرقم الوحيد المتاح هو 5. أجبته أنه لا مشكلة، سآخذ الرقم 5، فالرقم 5 أعطاني الكثير دومًا”.
وفزت بدوري أبطال أوروبا في جلاسكو.
“كنت قد فزت بالكرة الذهبية وكأس العالم 1998، لكني لم أفز بدوري الأبطال. كان ذلك اللقب ينقصني، ومع الفوز الذي حققناه في جلاسكو كنت قد حققت كل شيء بحلول عامي الثلاثين. حققت ذلك مع ريال مدريد وبذلك الهدف. في 15 مايو الماضي أكمل ذلك الهدف 20 عامًا، أتذكر التاريخ لأن ابني تيو وُلد بعده بثلاثة أيام”.
هل الهدف أمام ليفركوزن هو الأكثر جمالًا؟
“لا أعلم، ربما، ولكنه أحد أهم الأهداف، كنت أحتاج ذلك الهدف للفوز بدوري أبطال أوروبا لأول مرة، وكذلك كنت أحتاج أن أكون حاسمًا مع ريال مدريد في مباراة نهائية. كنت قد فعلت ذلك مع المنتخب ومع يوفنتوس في ألقاب أخرى، لكني احتجت إلى تسجيل هذا الهدف في موسمي الأول مع ريال مدريد. وعندما حققته، صرت مسترخيًا. وكنت قد خسرت قبلها 3 نهائيات أوروبية: كأس الاتحاد الأوروبي مع بوردو، ودوري أبطال أوروبا مع يوفنتوس”.
“ذلك كان النهائي الرابع ولم يكن ممكنًا أن أتركه يهرب مجددًا. الأمر بدأ بعرضية جميلة من روبرتو كارلوس، نتحدث عن ذلك كثيرًا. الكل يقول له: يا لها من عرضية سيئة أرسلتها. وهو يضحك ويقول: إنها أفضل عرضية أرسلتها في حياتي، انظروا إلى النتيجة، لو لم أعطك هذه التمريرة لما سجلت هدفًا بهذه الروعة!”.
“ولديه حق. أمّا طريقة التسديدة فقد خرجت رائعة على كافة الأصعدة، فعلت ذلك في نهائي دوري أبطال أوروبا الذي لم أكن قد فزت به مطلقًا، يجب أن تكون حاضرًا في المباريات النهائية. هذه التسديدة تحدث مرة وحيدة في الحياة، حاولت تنفيذها مجددا خصوصًا في الإعلانات، لكنها لم تخرج من قدمي بهذه الصورة أبدًا”.
من أمهر اللاعبين في تاريخ كرة القدم ومن أنجح المدربين.. يحتفل اليوم زين الدين زيدان بعيد ميلاده الـ50 ?
إليكم هذا الهدف الأسطوري ماركة “زيزو” في مرمى باير ليفركوزن⚽?pic.twitter.com/EAGezfEuLr
— فوت هوستازي (@فوت هوستازي) June 23, 2022
هل الفوز بدوري أبطال أوروبا كلاعب يختلف عن الفوز به كمدرب؟
“إنه مختلف، لكنه شعور جميل دائمًا. كمدرب أنت المسؤول عن 25 لاعبًا وعن النادي وعن اسم مثل ريال مدريد ومؤسسته. إنه حمل هائل لا تمتلكه كلاعب. عندما تفوز بدوري الأبطال، وفوق ذلك 3 مرات متتالية، فإنه واجب تحققه لمن حولك ولناديك. الفوز بدوري الأبطال لا يحدث أبدًا بالحظ، إنه عمل شاق، خصوصًا لو ستفوز بها 3 مرات متتالية، عملت كالمجنون، فزنا بالكثير. لاعبوني آمنوا بقدراتي وأنا آمنت بهم، اتحدنا. عملت كثيرًا مع جهازي الفني”.
“الأمر مختلف تمامًا عن الفوز كلاعب، كنت أذهب للتدريب في التاسعة صباحًا، وأغادر في الواحدة ظهرًا وأقضي بقية الوقت في منزلي. أمّا كمدرب فإني أحضر في الثامنة مساءً وعادةً كنت أغادر الساعة 11 مساءً. الضغط ليس مشابهًا. فأنت هنا لا تعمل لأجلك فقط. وأحيانًا كنت أتواجد في المنزل بجسدي، لكن عقلي يظل في الملعب. أفكر فيما سأقوله للاعبين في اليوم التالي بالتدريبات”.
هل كنت تتوقف الفوز بدوري الأبطال بعد تعيينك كمدير فني لـ ريال مدريد في يناير؟
“عندما أفعل شيئًا، فإني أفعله لأجل الفوز، أمتلك شخصية انتصارية، أعيش لأجل الفوز وإلا فلا. لن تفوز دائمًا، لكني أفعل كل شيء ممكن لأجل الفوز. وعندما أفوز فذلك لا يفاجئني لأني فعلت كل شيء، عملت كثيرًا. وعندما تعمل فإنك تنال المكافأة. عندما تقدّم كل شيء وتفعل كل شيء. الفوز بركلات الجزاء جميل مثلما حدث أمام أتليتكو مدريد، وكما حدث أمامهم في أول نهائي، وفي النهائي أمام يوفنتوس وأمام ليفربول. المكافأة تأتي بعد العمل وهذا يعني أنك تستحق ذلك. في مباراة يوفنتوس قدمنا شوطًا ثانيًا رائعًا. وأمام ليفربول كنا قد عشنا موسمًا معقدًا في الدوري وأنهيناه في المركز الثالث، وهذا الانتصار أمام ليفربول أثبت قدرات الفريق والنادي والمجموعة التي رفضت الاستسلام دومًا”.
ما أكثر لقب دوري أبطال قريب إلى قلبك؟
“لو تحدثنا عن الكمال، فسيكون النهائي أمام يوفنتوس، إنه أفضل نهائي لعبناه. وفوق ذلك فإني لم أفز أبدًا باللقب مع يوفنتوس كلاعب. لعبت معهم مباريات كبيرة مثل إياب نصف نهائي دوري الأبطال 1997 أمام أياكس”.
كيف سيفكر زيدان 1998 في زيدان الذي بات الآن؟
“أنه صار رجلًا أكثر. في عمر الخامسة والعشرين لا يزال هناك بعض الشكوك. هل نفعل الأمور بشكل صحيح؟ هل يمكن تحسينها؟ أنا كنت كذلك، كنت أحتاج لمن يهدئني، أن يخبرونني أنني أقوم بالشكل الصحيح. أمّا اليوم فأنا أمتلك ثقة كاملة، وهذه الثقة غيّرتني، لكني أظل نفس الشخص في النهاية”.
لقبك في إسبانيا هو “الراهب”.
“لأن الصحفيين أدركوا أنه ليس هناك ما ينقلونه عن حياتي. عندما أتيت إلى مدريد في 2001، وجدت أشخاصًا يلاحقونني طوال الوقت لمدة 100 يوم دون توقف، نهارًا وليلًا، وليلًا ونهارًا لمدة أكثر من 3 أشهر. الصحافة لاحقتني طوال الوقت. لكنه رفعوا الراية البيضاء، لأنهم لم يجدوا شيئًا مميزًا في حياتي، تلك هي حياتي، كنت هادئًا دائمًا”.
ولماذا يطلقون عليك “زيزو”؟
“أول من أطلق عليّ زيزو كان المدرب رولان كوربي في كان، في البداية الصحافة كانت تطلق عليّ يزيد، وبعدها زين الدين، وأخيرًا زيدان”.
ما هي خططك للمستقبل؟
“أن أواصل التدريب. أريد ذلك. وبعد ذلك ربما أنخرط في مشروع أكون أنا قائده، أن أترأس نادٍ أو شركة على سبيل المثال. بدأت مجموعة Grupo Z5 مع عائلتي، خصوصا مع أشقائي فريد ونور الدين وجيمس وليلى، لكننا لم نحقق خطوات كبيرة بعد. أود أن أقود مشروعًا مع أشخاص مقربين إليّ، أن يكونوا محل ثقة، يجب أن تحيط نفسك بأشخاص جيدين في الحياة”.
هل تريد تولي تدريب منتخب فرنسا؟
“بالطبع أريد ذلك، وسأكون مدربًا لـ فرنسا، آمل ذلك يومًا ما. متى؟ هذا لا يعتمد عليّ. لكني أريد إكمال ما بدأته مع منتخب فرنسا، لقد عرفته كلاعب، وهو أفضل ما حدث لي. المنتخب الفرنسي محفور في ذهني. هل سأخلف ديشامب؟ لا أعرف. لو توجب عليّ ذلك فسأفعله. أقول إنني أريد ذلك يومًا ما لو سنحت الفرصة، حاليًا هناك فريق ولديه أهدافه. الأمر كله لا يتوقف علي. منتخب فرنسا هو أجمل شيء ممكن”.
حدثنا عن يوم ظهورك الأول بقميص فرنسا.
“اجتماع اللاعبين كان يتم قبل تناول الغداء، لكني لم أذهب، فطرقوا باب غرفتي وسألوني ماذا أفعل، فأخبرتهم أنني وصلت للمنتخب لتوي وهذا الاجتماع ليس لي. لكني هبطت في النهاية واعتذرت، والجميع صفقوا لي. دخلت بديلًا في أول مباراة أثناء وكنا خاسرين بهدفين، وسجلت هدفين. لوران بلان مرر إليّ وأنا سددت بالقدم اليسرى. سجلت يومها ثنائيتي الأولى. كانتونا عاملني بشكل مميز، كان القائد، وأعطاني شارة قيادة تلك المباراة”.
كيف كان زيدان في عمر العاشرة؟
“كنت مهووسًا بكرة القدم عن. عيد ميلادي العاشر صادف نصف نهائي كأس العالم 1982 في إشبيلية. أتذكر أيضا يورو 1984 الذي فازت به فرنسا. ومونديال 1986 في المكسيك والجنون الذي صنعه مارادونا. عشقت مارادونا في عمر الرابعة عشر، أشاهد مباريات من 86 حتى اليوم، ليس اللقطات فحسب، بل المباريات كاملة. الكل يتذكر مباراة الأرجنتين أمام إنجلترا وهدفيه غير العاديين، ولكن أيضًا هناك مباراة الأرجنتين وبلجيكا. مارادونا كان سحريًا وما فعله في الملعب كان مذهلًا”.
“لكن ذكرياتي الكبيرة الأولى كانت نصف نهائي 82 بين فرنسا وألمانيا. شاهدت المباراة مع والدي وعائلتي. شوماخر وباتيستون أسفله. جيريس وبهجته. تريزور، بوسي منبطح بعد ركلة الجزاء التي أهدرها، المباراة في رأسي وكأنها لُعبَت يوم أمس. كانت حقبة تيليفوت، كنت أقاتل لأشاهد لقطات المباريات الأجنبية، زمن نوتنجهام فورست، إبسويتش تاون، بوروسيا مونشنجلادبخ، كنت أقفز عن سماع هذه الأسماء”.
قدوتك كان فرانسيسكولي.
“إنزو فرانسيسكولي كان قدوتي، كان أكثر من قدوتي، لقد كنت عاشقًا له، الأمر تجاوز محاولة تقليده، لقد كنت أحلل كل ما يفعله، وكنت أكرره في الملعب، كنت أتدرب حتى أتقنت ما يفعله، راقبته في كل شيء بعدسة مبكرة حتى أحاكيه. كنت أذهب لملعب مرسيليا في تلك الحقبة التي تواجد بها، كنت أجلس في الجانب الأعلى من فيلدروم خلف المرمى. أعجبني كذلك كارل هاينتس فورستر، وبلاز سليسكوفيتش الذي كان يسجل من الركلات الركنية مباشرةً. أيضًا تواجد جان بيير بابان بعد ذلك، والذي لعبت ضده لاحقًا”.
“لكن كل ما تعلق بـ فرانسيسكولي أذهلي، أسلوبه في الاستحواذ على الكرة بوجه القدم وبباطن القدم، وقد استطعت أن أمتلك نفس أسلوبه الفني. إنزو كان مهيبًا. نمت مرتديًا قميصه بعد أن بادلته إياها في مباراة يوفنتوس أمام ريفر بليت عام 1996 في طوكيو”.
هل كنت قريبًا من التوقيع مع مرسيليا كلاعب؟
“في 1992 عندما ذهبت إلى بوردو، مرسيليا أرادني، كانت إمكانية لكني ذهبت إلى بوردو تحت قيادة رولان كوربي، وقد انتدب وقتها إيرك جوريت، وجان فرانسوا دانييل من كان برفقتي”.
هل يمكن أن تتولى تدريب باريس سان جيرمان يومًا ما؟
لا تقل أبدًا أبدًا، خصوصًا عندما تكون مدربًا. عندما كنت لاعبًا كنت أستطيع الاختيار بين كل الأندية. أمّا كمدرب فليس أمامي 50 ناديًا أستطيع الاختيار بينها، هناك خياران أو 3. وعندما أذهب لأي نادٍ فذلك لأجل الفوز، أقول ذلك بكل التواضع، ولهذا لا يمكنني أن أذهب لأي نادٍ”.
متى أردت الاعتزال دوليًا؟
“في 2004 قررت التوقف، بلغت 32 عامًا، الفكرة راودتني لمدة ثانية فقط ونفذت. في أول توقف دولي بعد الاعتزال ذهبت في إجازة مع زوجتي وأطفالي خلال عدة أيام، استمتعت بذلك، كان رائعًا. لكني عدت من الإجازة وشعرت أن شيئًا غريبًا يراودني، توجب عليّ أن أعود للمنتخب. أخذت قرار الاعتزال الدولي في ثانية، وقرار العودة للمنتخب في 3 أيام”.
هل صحيح أنك لعبت مصابًا أمام البرازيل في مونديال 2006؟
“لقد أصبت أمام إسبانيا في المباراة السابقة أثناء تسجيلي الهدف الثالث. عانيت من انزعاجات عضلية ولم أخبر أي حد، ذهبت لإجراء فحصوات وأخبروني أنني لن أستطيع اللعب أمام البرازيل. قلت لهم: ماذا؟؟ مستحيل ألا ألعب أمام البرازيل. الجهاز الطبي فعل كل شيء ممكن لتجهيزي لأني أردت لعب هذه المباراة، وقد شاركت، كل مباراة كان يمكن أن تكون الأخيرة لي في مسيرتي، ولهذا كان مستحيلًا أن أفوّت تلك المباراة، أردت الاستمتاع بكل ثانية”.
وفي النهائي سجلت من بانينكا أمام إيطاليا.
“لأن ركلة الجزاء جاءت في الدقيقة السابعة، كان أمامنا 83 دقيقة كاملة بعدها، ولهذا رأيت أن تجربة بانينكا ستكون مناسبة، لو أهدرتها سأستطيع التعويض، هكذا فكرت. كنت أواجه أحد أفضل حراس العالم، يعرفني جيدًا، يجب أن أفاجئه. فكرت في الأمر لعشر ثوانٍ، لم أكن قد نفذت بانينكا طوال حياتي. لم أقصد التقليل من احترام أحد، أعرف أن بعض الحراس يرونه قلة احترام، لكني لا أقصد إزلال أحد، بل أريد التسجيل فحسب”.
ثم جاءت النطحة أمام ماتيراتزي.
“والدتي كانت مريضة جدًا يومها. تحدثت مع شقيقتي في الهاتف عدة مرات يومها وكنت أعرف أن والدتي ليست بخير، لم يكن أمرًا خطيرًا. لكني كنت قلقًا”.
“ماتيراتزي قال إنه لم يسب والدتي، وهذا صحيح، لكنه سب شقيقتي التي كانت مع والدتي في تلك اللحظة. في الملعب هناك دائمًا سب، ذلك يحدث بين الجميع، دون أن يصدر رد فعل. في ذلك اليوم حدث ما حدث، لقد حرّك شيئًا في داخلي عندما تحدث عن شقيقتي. كانت لحظة وحدث ما حدث. لاحقًا يجب أن أتقبل الأمر، لست فخورًا بذلك، لكنه جزء من مسيرتي. كنت هشًا جدًا في تلك اللحظة. ولكن هذه هي مسيرتي، هذه هي قصة حياتي، تمامًا مثل تسجيلي هدفين في نهائي 98. ولهذا أقول إن مسيرتي مع فرنسا لم تنته بعد، لا أريد أن تكون تلك النطحة آخر لقطة لي مع المنتخب”.
كيف يمكن الفوز باحترام لاعبين مثل بنزيمة أو كريستيانو رونالدو؟
“ساعدني أنني اختبرت ما مروا به. لكن الأهم ألا ترغب في أن تحظى باهتمام أكثر منهم. أنت مدرب، لا مشكلة، لا يجب أن تنخرط معهم، هم من يصنعون الفارق في الملعب. شهدت خلال مسيرتي الكثير من المدربين واللاعبين الذين يرغبون في أن يكونوا أعلى مكانة من الآخرين. هذا يضعف من وضع الفريق. دعني أخبرك أنه كلما تعاملت مع لاعبين أكبر مكانةً، فهذا يسهّل الأمر عليك، لأنهم يعرفون ما يفعلونه، يركزون ويدركون أين هم. أتواصل معهم لشرح ما سيحدث في مباراة معينة، تحركات بعينها، تكتيك أو تحليل المنافس، لقد استمتعت بقيادة هؤلاء اللاعبين”.
وكيف ترى مستوى بنزيمة؟
“بنزيمة لم يحتج إلى التحسن، لكنه كان يحب البقاء والتدرب وحده بعد الحصص الجماعية، كان يتدرب أمام المرمى، كنت أعطيه نصيحة أو نصيحتين. أنا وجهازي الفني نحب البقاء مع اللاعبين بعد التدريبات، كان الأمر مرحًا، ساقي لا تزال حاضرة وكنا نتدرب بكثير من السعادة. أحيانًا كنت أتفوق عليهم، أعشق التواجد مع لاعبين واللعب معهم والمشاركة في التقسيمات، إنها وسيلة لنقل أمور إليهم”.
“كريم بمثابة شقيقي الأصغر الذي لم أحظ به قط. أنا أصغر فرد في عائلتي وعلاقتنا توطدت للغاية، تعرفنا عندما حضر لـ ريال مدريد، وقتها كنت مساعدًا لرئيس النادي وبعدها كمساعد لـ أنشيلوتي. الآن لا نتقابل كثيرًا، لكننا نتبادل الرسائل. مستواه لا يفاجئني، لديه استمرارية وقد كان مميزا دائمًا مع ريال مدريد، الاختلاف فقط أنه الآن بات مذهلًا”.
هل يستحق الفوز بالكرة الذهبية؟
“لست أنا الوحيد الذي يقول إنه يستحق الفوز بها، بل العالم أجمع. إنه الأكثر استحقاقًا للظفر بها”.
كيف هي علاقتك الآن بـ ريال مدريد؟
“لدي ما يربطني بـ ريال مدريد حتى الآن، أذهب دائمًا إلى الملعب، لدي مكان مخصص، وأبنائي وأصدقائهم يذهبون للاستمتاع. تواجدت في استاد دو فرانس لمشاهدة النهائي أمام ليفربول”.
هل كانت الثنائية في 2017 هي أكثر لحظة عاطفية لك كمدرب لـ ريال مدريد؟
“الفوز بدوري أبطال أوروبا صعب ورائع. لكن الأكثر صعوبة وجمالًا هو الفوز بالدوري بعد موسم كامل. عندما تلعب 38 مباراة وتنهي الموسم بطلًا، فهذا مذهل. دوري الأبطال بطولة مرموقة، الكثيرون يفضلون الفوز بها. لكن صعوبة الدوري الإسباني تجعلها أكثر سحرًا، هي مكافأة للعمل اليومي. بينما دوري الأبطال يتكون من 13 مباراة تزيد حدتها مع التقدم في الأدوار. اللاعبون يكونون حاضرون في المباريات الكبيرة بالأدوار الإقصائية. لكن الدوري مختلف ويحتم عليك أن تكون في مستوى مميز كل مباراة. ولهذا الفوز بتلك الثنائية في 2017 كان إنجازا هائلا”.
وما هو أكثر هدف أثر فيك خلال قيادتك ريال مدريد؟
“هذا اختيار صعب. ربما هدف بيل في ليفربول؟ أو هدف رونالدو في يوفنتوس؟ تلك الضربة الخلفية المزدوجة… تذهب إلى تورينو وتفوز 3-0 بهذه الطريقة، هذا مبهر، هذا أكثر ما يميز أي مدرب. أيضًا هناك هدف كريستيانو في روما بأول ظهور أوروبي لي. كل اللاعبين حضروا إلي وقفزوا على ذراعي. لقد حرك مشاعري هذا الهدف، يمكنك أن ترى في الصورة أنني كنت كالطفل، عشت هذه اللحظات كلاعب، ولكن كمدرب فإنها من مستوى آخر”.
اقرأ أيضا:
موعد عودة أكرم توفيق
مصر تتراجع في التصنيف الدولي
طلب قوي من مرتضى منصور
يوم مصيري لـ أحمد حجازي
تصريحات قوية من الكومي