ما أسباب اعتراض برشلونة على مواعيد مبارياته هذا الموسم؟

يخوض نادي برشلونة معركة من نوع آخر خارج المستطيل الأخضر، ويتعلق الأمر بضغط المباريات وبرمجتها المتقاربة، فقد اشتعل غضب الإدارة والمدرب الألماني هانسي فليك (60 عاماً)، بعد سلسلة من المواعيد التي لم تمنح الفريق الحد الأدنى من الراحة بين لقاء وآخر، سواء في الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا أو كأس ملك إسبانيا، ومع تكرار هذه الحالات، قرّر النادي الكتالوني رفع شكوى رسمية ضد ما يعتبره ظلماً تنظيمياً يمسّ مبدأ تكافؤ الفرص ويعرّض لاعبيه للإرهاق والإصابات، خاصة في مرحلة الحسم من الموسم الكروي الجاري.

وكشفت صحيفة موندو ديبورتيفو الكتالونية، الأحد، أن إدارة برشلونة بصدد تقديم شكوى رسمية للجهات المنظمة للروزنامة، وعلى رأسها رابطة الليغا والاتحاد الإسباني لكرة القدم، ويعود السبب الرئيسي وراء هذا التصعيد إلى شعور النادي بأن مواعيد المباريات تُحدد بما يخدم مصالح البث التلفزيوني على حساب المصالح الرياضية لفريق يشارك في جميع المسابقات، وقد اضطر رفاق النجم الإسباني لامين يامال، في سبع مناسبات هذا الموسم، لخوض مباريات تفصل بينها أقل من 72 ساعة، وهو ما يُعد غير كافٍ لاستعادة اللاعبين لياقتهم البدنية والذهنية. وأضافت الصحيفة أن الشرارة التي أثارت غضب هانسي فليك ونادي برشلونة تعود إلى تقديم مباراة الفريق أمام نادي بلد الوليد في “الليغا”، لتُقام في الثالث من مايو/أيار المقبل عند الساعة 21:00 بالتوقيت المحلي، بدلاً من موعدها الأصلي الذي كان مقرراً في الرابع من الشهر نفسه عند الساعة 16:15، ورغم أن التعديل كان من المفترض أن يمنح تشكيلة الفريق الكتالوني وقتاً إضافياً قبل مواجهة أوروبية، فإن الفارق الزمني بين المباراتين لم يتجاوز 70 ساعة و15 دقيقة فقط.

وتابعت “موندو ديبورتيفو”، تقريرها، أن برشلونة يملك مبرراته للاعتراض على قِصر مدة التحضير لمباريات دوري أبطال أوروبا، إذ واجه النادي الكتالوني ظروفاً مشابهة في عدة محطات هذا الموسم، فبعد مباراة إشبيلية في الدوري الإسباني، خاض لقاءً أمام بايرن ميونخ الألماني في مسابقة التشامبيونزليغ بعد فترة راحة لم تتجاوز 70 ساعة و15 دقيقة، وتكرّر الأمر حين لعب أمام إسبانيول، ثم سافر لمواجهة النجم الأحمر الصربي بعد 75 ساعة فقط، وكذلك بين مواجهتي سيلتا فيغو وبريست الفرنسي، إذ لم تتجاوز المدة الفاصلة بينهما 70 ساعة و15 دقيقة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل لعب نادي برشلونة أمام ريال بيتيس في كأس الملك بعد أقل من 69 ساعة على خوض الكلاسيكو في كأس السوبر الإسباني أمام ريال مدريد، وحتى بعد فترة التوقف الدولي، لم يحصل الفريق على استراحة كافية، فبعد لقاء أوساسونا، واجه برشلونة فريق جيرونا بعد راحة دامت 65 ساعة و15 دقيقة فقط، ثم خاض مباراة إياب كأس الملك ضد أتلتيكو مدريد بعد 75 ساعة من لقاء جيرونا، وقد أنهك هذا التسلسل المضغوط لاعبي نادي برشلونة، خاصة في ظل التنقلات المتكررة، كما حدث بين مواجهتي ديبورتيفو ألافيس والسفر إلى دورتموند خلال 70 ساعة فقط، ما دفع إدارة النادي للتأكيد أن الفريق بات ضحية للبرمجة المضغوطة.

وتأتي شكوى نادي برشلونة في وقت حساس من الموسم الحالي، إذ يسعى “البلاوغرانا” للتقدم أوروبياً والحفاظ على مركزه محلياً، ما يضع الجهاز الفني أمام تحدٍّ صعب لإدارة الأحمال البدنية وتدوير التشكيلة، ويُشار إلى أن كتيبة المدرب فليك تأهلت إلى نصف نهائي دوري الأبطال لمواجهة فريق إنتر ميلانو الإيطالي، كما تستعد لملاقاة ريال مدريد في نهائي كأس الملك، بينما تتصدر جدول ترتيب الليغا برصيد 73 نقطة، وذلك قبل نهاية المنافسة بست جولات.