مع انطلاق مونديال 1990 ، لم تكن الكاميرون تحمل علم بلادها فقط ، بل علم القارة الإفريقية بأكملها ، عندما بدأت حملتها ضد بطل العالم ، وأفضل لاعب في العالم أيضًا .. مارادونا الأرجنتين.
لم يسبق لأي فريق أفريقي عبور الدور الأول ، ولم تفز الكاميرون مطلقًا بأي مباراة في كأس العالم ، ولم يكن لدى أحد توقعات كبيرة بشأن الأسود في عام 1990 ، ولكن بحلول نهاية البطولة ، كتب منتخب أسود الكاميرون أكبر قصص النجاح في كأس العالم. القارة السوداء في كأس العالم في تاريخها. حتى ذلك العام.
فاز منتخب أسود الكاميرون بقلوب الجماهير بفضل لعبتهم الهجومية الجميلة والأعلام والقمصان الملونة وشغفهم الكبير بالمجد الأفريقي في المونديال. في مباراتهم الافتتاحية ، واجهوا الأرجنتين ، حاملة اللقب آنذاك ، ثم بقيادة أفضل لاعب كرة قدم في العالم ، دييغو أرماندو مارادونا.
خلال الدقائق الثلاث الأولى من هذه المباراة ، خلق مارادونا فرصة كبيرة للأرجنتين ، والتي أحبطها الحارس توماس نكونو ، حيث بدا أن هذه كانت الأولى من بين العديد من الفرص التي سيشاهدها الجمهور خلال هذا اللقاء ، لكن فريق الأسود فرضت سيطرتها والتهمت راقصي التانغو بكل ما تعنيه تلك الكلمة من معنى على أرض سان سيرو؟
كانت سيطرة الكاميرون واضحة ، الأمر الذي جعل الحكم يطرد كلاوديو كانيجيا ، حتى فرضت الأرجنتين ، بطلة العالم ، سيطرتها على أحداث اللقاء ، من أجل ترفيه الجمهور لرؤية أفضل نجوم كرة القدم اللاتينية ، أمام فريق أفريقي كان أبرز لاعبيه يلعبون في المستويات الدنيا من الدوري الفرنسي.
كان الجميع يعلم أنه قرار غير عادل وسيئ من قبل الحكم ، وبدا أن هذا سيكسر بالتأكيد مقاومة الكاميرون .. ولكن بعد ست دقائق فقط ، صدمت الكاميرون العالم ، حيث دخلت ركلة حرة داخل منطقة الجزاء وتوجه أومام بك إلى داخل. الشباك لمنح الكاميرون الصدارة ، في الواقع. كانت خطأ فادحا من الدفاع لكن الأسود لم تهتم ، وهتفت جماهير ميلان التي كانت تشجع الضعفاء في هذه المباراة وصرخت أمام النجم الأبرز في العالم مارادونا.
في الأرجنتين كان الجو حارا جدا ، خسارة مذلة اقتربت من فريق أفريقي ، والأرجنتين بطلة العالم! كيف يحدث ذلك .. وصل الأمر لدرجة أن رئيس الدولة اتصل بالمدرب ووبخه على هذا الخريف! ..
الآن .. على الكاميرون الصمود لأكثر من 20 دقيقة ، وبوجود 10 رجال ضد بطل العالم ، وهي مهمة لم تكن سهلة على الإطلاق ، لكن المهمة أصبحت أكثر صعوبة ، عندما تم طرد ماسينج ، ليخسر أسد أفريقي آخر ، وأتمت الكاميرون المباراة بـ 9 لاعبين فقط ، لكن منتخب الأسود نجح في تجاوز الدقائق ، وتحقيق نصر تاريخي.
بمجرد انطلاق صافرة النهاية ، كانت هناك صيحات المديح لأسود الكاميرون ، التي ساعد فوزها في كسر الكثير من التحيز العالمي ضد المنتخبات الأفريقية ، وحتى مارادونا نفسه .. أشاد بالأسود باعتباره انتصارًا ضد التحيز الغربي ضد إفريقيا.
ثم نجحت الكاميرون في الوصول إلى ربع نهائي المونديال ، وخرجت أمام إنجلترا بصعوبة وبضربتي جزاء لإنجلترا ، في فوز صعب 3-2 ، لكن هذا الأداء الجامح ساعد في تمهيد الطريق لكثير من الأفارقة للعب في أوروبا ، حيث بدأ الكشافة يدركون أن هناك العديد من المواهب المخفية في إفريقيا.
https://www.youtube.com/watch؟v=lnvKp8mc36U
