الشريف أكد صحة قرارات الحكم مارتشينياك (العربي الجديد/Getty)
شهد لقاء إنتر ميلان وضيفه برشلونة على ملعب “جوزيبي مياتزا” مساء اليوم الثلاثاء، في إياب الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا، بعض الحالات التحكيمية المثيرة للجدل. وفي الدقيقة الثالثة والعشرين من المباراة، شهدت منطقة جزاء إنتر ميلان لقطة مثيرة للجدل بعد هجمة لصالح برشلونة، وسط مطالبات بوجود لمسة يد على أحد مدافعي الفريق الإيطالي. وبحسب تحليل الخبير التحكيمي الخاص بـ”العربي الجديد”، جمال الشريف، فقد بدأت اللقطة عندما كانت الكرة مشتركة بين لاعب برشلونة داني أولمو (رقم 20) ومدافع إنتر، فرانشيسكو أتشيربي (رقم 15)، الذي تمكن من إبعاد الكرة باستخدام قدمه اليمنى. وعقب الالتحام، اصطدمت الكرة بالساق اليسرى لأولمو، ثم انحرفت باتجاه جسد لاعب إنتر، حيث لامست صدره أولًا، قبل أن ترتفع وتصطدم بأعلى الذراع.
وأكد الشريف: “أن قرار الحكم بعدم احتساب لمسة يد كان صحيحاً. بالتالي، فإن استمرار اللعب دون احتساب مخالفة كان قراراً سليماً”. في الدقيقة الرابعة والأربعين من اللقاء، احتسب حكم المباراة ركلة جزاء لصالح إنتر ميلان، بعد تدخل من مدافع برشلونة الشاب باو كوبارسي على المهاجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز، في لقطة أثارت الكثير من الجدل، قبل أن تُحسم بتقنية حكم الفيديو المساعد (الفار). وشرح الخبير التحكيمي جمال الشريف تفاصيل الحالة، قائلاً: “كانت هناك هجمة لصالح إنتر، حيث تقدم لاوتارو مارتينيز إلى داخل منطقة الجزاء، ولعب الكرة لنفسه وتابعها. عند محاولته التسديد، ثبت قدمه اليمنى كقدم ارتكاز، استعداداً للتسديد باليسرى، إلا أن كوبارسي مد قدمه اليمنى وعرقل قدم لاوتارو اليمنى، مما أخلّ بتوازنه بشكل واضح”. وأضاف الشريف: “رغم أن قدم كوبارسي تابعت حركتها بعد العرقلة ولامست الكرة وأبعدتها، فإن المخالفة حصلت قبل الوصول إلى الكرة. وبالتالي، فإن قرار حكم الساحة في البداية بعدم احتساب الركلة لم يكن دقيقاً، ما استدعى تدخل فار. وبعد مراجعة اللقطة على الشاشة، تراجع الحكم عن قراره الأول واحتسب ركلة جزاء صحيحة لإنتر، استناداً إلى أن العرقلة حدثت قبل لعب الكرة، وهو ما أكدته الإعادة الدقيقة من عدة زوايا”.
في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني، شهدت المباراة احتكاكاً خارج منطقة جزاء برشلونة، بين ظهير الفريق الكتالوني جيرارد مارتين (رقم 35) ولاعب إنتر ميلان دينزل دومفريس (رقم 2)، في كرة أثارت تساؤلات بشأن شرعية الهدف الذي سجله إنتر لاحقاً. وبحسب تحليل جمال الشريف للحالة، بدأ الاحتكاك عندما كان دومفريس يحاول السيطرة على الكرة، فمدّ ساقه اليسرى باتجاهها دون توجيهها نحو لاعب برشلونة، الذي كان يتحرك خلفه.
وفي اللحظة ذاتها، حرّك مارتين قدمه اليسرى نحو قدم دومفريس المرفوعة في الهواء، مما أدى إلى تلامس طفيف في الهواء. وأردف الحكم المونديالي السابق: “بعدها، هبطت قدم دومفريس اليمنى إلى الأرض، واستمر في التقدم نحو الكرة، بينما عاد لاعب برشلونة مرة أخرى ليضرب بقدمه اليسرى ساق دومفريس اليمنى المرتكزة على الأرض من الخلف، من دون محاولة للعب الكرة، مما أدى إلى احتكاك آخر، كان فيه لاعب برشلونة هو الطرف المبادر في الحالتين. لم يتدخل فيهما الحكم، إذ تابع دومفريس تقدمه من الجهة اليمنى وأرسل كرة عرضية إلى حدود منطقة الجزاء، قابلها أتشيربي بتسديدة مباشرة سكنت شباك برشلونة، مسجلاً هدف التعادل لفريقه إنتر ميلان”. وبحسب الخبير التحكيمي، فإن قرار الحكم باستمرار اللعب كان سليماً تماماً، إذ لم تُرتكب أي مخالفة في الحالتين، وكان الاحتكاك ناتجاً عن تدخل لاعب برشلونة وليس العكس. كما أن الحدث وقع خارج منطقة الجزاء ولم يكن ما يستدعي لإيقاف اللعب، وبذلك يكون هدف إنتر قانونياً وقرار الحكم صحيحاً.
