ردت سفارة إيران بالمغرب على الشريط الوثائقي الذي أنتجته وبثته قناة إيرانية رسمية، قبل أيام خلت، وتضمّن شهادات مواطنين صحراويين يطالبون بانفصال الصحراء عن المملكة، ويتهمون السلطات المغربية باحتلال الصحراء بـ”شبه اعتذار”، قالت فيه إنها تحترم الوحدة الترابية للمملكة.
وأكدت سفارة طهران بالرباط أن “الموقف الرسمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه المملكة المغربية الشقيقة، يتمثل في الدعوة إلى بناء علاقات ودية تستند إلى تلازم الاحترام المتبادل للوحدة والسيادة الترابية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير”.
وشددت سفارة إيران بالمغرب، ضمن بيان لها أصدرته اليوم الأربعاء، على ما وصفته بالمواقف “الواضحة والشفافة للجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه قضية الصحراء”، مؤكدة دعم بلادها “لقرارات منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن في هذه المسألة”، وفق تعبيرها.
وأعلنت إيران براءتها ممّا ورد في الشريط الوثائقي لقناة “بريس تي في” الإيرانية، الناطقة باللغة الإنجليزية، بالتأكيد على أن “المسائل غير الدقيقة التي جاءت في التقرير المذكور لا تعكس مطلقاً وجهات النظر والمواقف الصريحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وبعد أن دعت إيران إلى “ضرورة صيانة العلاقات الثنائية بين طهران والرباط من التأثر بأجواء وسائل الإعلام”، أبرزت دعمها “لعلاقات الصداقة والمودة القائمة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة المغربية، وتقييمها الإيجابي لمسيرة التعاون ومستقبل العلاقات بين البلدين التي تشهد نمواً وتقدماً واضحاً”.
وكانت قناة Press TV قد بثت أخيراً شريطاً وثائقياً من إنتاجها، وضعت له عنوان “نحن متمردون بالصحراء الغربية”، مدته 26 دقيقة، وتضمّن شهادات ناشطين صحراويين رووا معاناة سكان مخيمات تندوف بسبب ما سموه “احتلال المغرب للصحراء والحرمان من الحرية والاستقلال”.
ولم يورد الشريط الوثائقي، الذي أذاعته القناة الإيرانية المذكورة، رأي أي طرف يمثل الجانب المغربي الرسمي في قضية الصحراء المتنازع حولها، بين المغرب الذي قدم مقترحاً بإقامة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع الطويل، وبين جبهة البوليساريو المطالبة بانفصال الصحراء عن تراب المملكة.
وأكد الشريط الوثائقي للقناة الإيرانية ذاتها على أن العمل يروم إيصال حقيقة الأوضاع الإنسانية التي يعيشها “الشعب الصحراوي” في خضم الاحتلال والمنفى”، مستدلّة بشهادات متواترة من نشطاء وإعلاميين يشتغلون بإذاعة البوليساريو، تدعو إلى استرجاع حريتهم بالقوة مثلما انتزعت بالقوة”.
اقرأ أيضاً: فصل جديد من التشكيك في النوايا المغربية
