بن زية تألق مع منتخب الجزائر في المباراة الودية ضد بوليفيا (ريتشارد بيلهام/Getty)
عبّر نجم المنتخب الجزائري، ياسين بن زية المحترف في نادي كاراباخ الأذربيجاني، عن سعادته الغامرة بعودته لتشكيلة الخضر، بعد غياب دام نحو 6 سنوات؛ إذ شارك في وديتي بوليفيا وجنوب أفريقيا في شهر مارس/ آذار الماضي.
وتمكن ياسين بن زية من خطف الأضواء بتسجيله ثلاثة أهداف في المباراتين، كما قدم تمريرة حاسمة، لكن الحدث الكبير كان قد صنعه بهدفه العالمي الذي سجله في مرمى منتخب “بافانا بافانا”، ما جعل بعض وسائل الإعلام تتوقع دخوله قائمة الترشيحات لجائزة “بوشكاش” لأفضل هدف في العالم، التي يقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
ونشر الاتحاد الجزائري لكرة القدم، الاثنين، على موقعه الإلكتروني، تصريحات اللاعب ياسين بن زية، الذي تحدث أولاً عن عودته لتشكيلة الخضر، قائلاً: “يُسرني كثيراً عودتي للمنتخب الجزائري مُجدداً، فقد مرت قرابة 6 سنوات منذ آخر مرة جرى استدعائي فيها، لقد بذلت جهداً كبيراً ومررت بتحديات عديدة، ولكنني لم أفقد الأمل أبداً. كان هدفي الأول هو العودة لمنتخب الجزائر وتسجيل الأهداف، وشعرت بسعادة بالغة بعد أن تحقق ذلك”.
وأضاف اللاعب السابق بنادي ليون الفرنسي: “كانت لحظة مليئة بالحنين، بسبب طول الغياب، لكن سرعان ما شعرت بالانتماء مُجدداً بفضل معرفتي بالمكان، ومعرفتي بالأشخاص الذين يعملون هنا بمركز تحضيرات المنتخب الجزائري، وكنت قد عرفتهم منذ 6 سنوات، مما أثلج صدري وشعرت بالراحة لهذه العودة، التي كانت تحدياً شخصياً، البعض تجاهلني، لكنني كنت أعمل بجد، وأتدرب يومياً ورؤية نتائج عملي تحفزني لأبذل جهداً أكبر”.
وتحدث بن زية عن شخصيته وأسلوبه، فتابع قائلاً: “قد أكون متحفظاً بطبعي، لكنني أتفاهم مع الجميع، وغالباً ما تجدني مبتسماً، حالياً أنا أمر بفترة انتقالية، فقبل سنوات كنت أعد من الشباب في المنتخب، أما الآن أجد نفسي في مكان بين الجيل الأصغر والأكبر سناً، بدأت بالتقرب أكثر من اللاعبين القدامى، مثل عيسى (ماندي)، وياسين (براهيمي) ونبيل (بن طالب)، وأميل قليلاً نحو اللاعبين الأكبر سناً، لكني أتمتع بعلاقة جيدة مع الجميع، الحقيقة أننا نشكل مجموعة رائعة، ونحن جميعاً إخوة ومتحدون، وهذا يجعل الأجواء ممتعة”.
وعما إذا كان يشعر بالنضج بعد وصوله لهذه المرحلة من مسيرته، أردف: “نعم تماماً، هذا ما أشعر به، وأعتقد أن سن الـ 29 عمر مثالي لاكتساب خبرة كافية، لقد خضت العديد من المباريات، ومِن ثمّ أتفهم وضعي بشكل أفضل، أشعر بأنني أكثر نضجاً الآن، سواء في أسلوب لعبي أو حياتي اليومية، لذلك سأحرص على إضافة هذه الخبرة إلى زملائي بأفضل ما يُمكن، إن شاء الله”.
وتحدث ياسين بن زية عن نجاته من حادث مرور مميت عام 2020، فقال: “لقد كانت أوقاتاً صعبة وحزينة للغاية، لكننا مؤمنون، ونعلم بأنها أقدار الله، نحن نتركب أخطاءً في الحياة، لكننا نحاول دائماً تداركها، الحمد لله أنني كنت محاطاً بسند عائلي قوي، من زوجتي وأصدقائي المقربين ووكيل أعمالي، كلهم ساهموا في دعمي، مما ساعدني كثيراً في تجاوز تلك المحنة، وكما قلت سابقاً، لقد وضعت دائماً العودة للمنتخب الجزائري هدفاً، وكان عليّ فقط المشاركة باستمرار في المباريات مع الأندية، وتحسين أرقامي، واستعادة أفضل مستوياتي لأتمكن من الانضمام مُجدداً، لقد قدمت الكثير من التضحيات وفعلت العديد من الأشياء، وأنا فخور لأن ذلك تحقق، وكما يُقال، العمل الشاق يُؤتي بثماره وهذا ما عشته بالفعل”.
وبخصوص عودته لممارسة كرة القدم بعد ذلك الحادث، واصل بن زية: “لم يُساورني شك، فقط الأطباء في البداية لم يكونوا متفائلين، أخبروني بأن مسيرتي لم تنته، إلا أن العودة للمستوى العالي أمر صعب، لكن طالما هناك فرصة، قررت تقديم كل ما يلزم لأصل إلى ذلك المستوى، لكن لم يكن يكفيني اللعب فقط، أردت أن أكون في القمة، لذا بمجرد علمي بإمكانية العودة، بذلت جهدي لتحقيق الأفضل، وآمل أن تكون هذه بداية مرحلة عظيمة، لديّ الكثير لأقدمه للمنتخب الجزائري، وأرغب في إظهار قدراتي ومساعدة الفريق”.
وختم ياسين بن زية حديثه برسالة للجماهير الجزائرية، قال فيها: “أطالب جماهيرنا بالصبر، أدرك تماماً أن الأمر ليس سهلاً، نحن شعب يعشق كرة القدم، ومن الطبيعي أن الكل يريد نتائج فورية، ونحن اللاعبين أول من يتمنى ذلك، ولدينا جهاز فني جديد ومدرب متمكن، نحن في مرحلة تعارف وتأقلم، وأثق أن الأمور ستتحسن تدريجياً، لقد مرّ المنتخب بإخفاقات كبيرة، الكل يعي ذلك ولكن لا يمكن التعافي خلال شهرين أو ثلاثة، أعتقد أن الجميع يدرك أن لدينا أهدافاً كبيرة، ونحن بلد ذو قيمة وتاريخ في الكرة، وآمل أن نعيد الجزائر قريباً إلى قمة أفريقيا وآفاق أعلى من ذلك”.