خسر منتخب مصر أمام فرنسا في اللحظات الأخيرة بمونديال اليد (العربي الجديد/Getty)
أخفق منتخب مصر لكرة اليد في بلوغ المربع الذهبي لبطولة كأس العالم، المقامة حالياً في الدنمارك وكرواتيا والنرويج، بعد خسارته أمام فرنسا (33-34) في اللقاء الذي جمع بينهما في ربع نهائي المونديال، وهو سيناريو مكرر في السنوات الأخيرة.
ولعبت الأخطاء التقليدية في المباريات الصعبة والكبيرة دور البطولة المطلقة في تكرار سيناريو إهدار فرصة الصعود إلى نصف نهائي مونديال اليد، أو حصد ميدالية أولمبية، على غرار ما حدث في طوكيو 2020، وهناك أربعة أسباب وراء الخروج الدرامي والمثير للمنتخب المصري من كأس العالم لكرة اليد:
غياب التركيز تمثل أول الأسباب في غياب التركيز، خلال الأوقات الصعبة من المباراة، وظهر ذلك واضحاً في الشوط الأول، إذ نجح منتخب مصر في التعادل (14-14) قبل نهايته بـ 120 ثانية، ولكنه فقد التركيز دفاعياً وهجومياً، فاستقبلت شباكه أربعة أهداف متتالية، ليخرج منتخب فرنسا متفوقاً في النصف الأول من المباراة (18-14)، والأمر نفسه عندما تأخر لاعبو المنتخب المصري في التغيير، بعد تسجيل الهدف الـ33، ونزول حارس المرمى، كريم هنداوي، متأخراً إلى الملعب، لتستقبل شباكه الهدف القاتل في آخر ثانية من اللقاء.
عدم وجود استراتيجية واضحة لمنتخب مصر
كان عدم امتلاك المنتخب المصري استراتيجية واضحة في الدفاع، وقراءة المنافس بشكل خاطئ، ثاني أسباب هزيمة منتخب مصر لكرة اليد أمام فرنسا، إذ حاول المدرب الإسباني، كارلوس باستور، مباغتة منتخب “الديوك” في الشوط الأول خلال أكثر الأوقات بدفاع متقدم، ولكن دون إجادة لاعبيه تنفيذه بعكس دفاع الـ6 – صفر الأفضل في المباريات الصعبة، وهو ما أتاح لفرنسا فرصة تسجيل العديد من الأهداف، فيما تراجعت معدلات المنتخب المصري التهديفية في النصف الثاني، عندما لعب منتخب مصر بطريقته المعتادة، وكان حارس المرمى، كريم هنداوي، في أوج تألقه، ومنح زملاءه الفرصة لإدراك التعادل عدة مرات.
هبوط مستوى النجوم
ويأتي ثالث الأخطاء الفنية متمثلاً بالهبوط المفاجئ بمستوى نجوم يعتمد عليهم المدرب بشكل كبير، وتحديداً الثنائي: علي زين ويحيى خالد، اللذين يمثلان قوة ضاربة في الجانب التهديفي، وفاجأ علي زين الجميع بمستوى هو الأقل له في البطولة، وارتكب سلبيات عديدة، مثل خطأ المهاجم، وكذلك التصويب غير المتقن، والتأخر في التصويب من الخط الخلفي، فيما عانى يحيى خالد غياب التركيز، والتذبذب في المستوى أكثر من مرة بين تصاعد وهبوط في المباراة، وأهدر في لعبة واحدة رمية جزائية، وفرصة للتسجيل بعد عودة الكرة إليه، ويأتي خلف علي زين ويحيى خالد في تراجع المستوى الجناح الأيمن المحترف في فرنسا، محمد سند، الذي لم يكن له حضور هجومي، أو خطورة إلا على فترات متباعدة من اللقاء.
العُقدة الفرنسية في المونديال
تمثل السبب الرابع في أن المنتخب المصري دخل مباراة فرنسا، وهو يعاني ضغطاً نفسياً عاماً، جراء الخروج المتكرر من الدور ربع النهائي في آخر ثلاث نسخ لمونديال اليد، بالإضافة إلى “العقدة الفرنسية” بعد الخسارة أمام “الديوك الزرقاء”، خلال خمس مواجهات سابقة: الأولى في الدور الرئيس بنسخة 1993، والثانية في ربع نهائي نسخة 1997، والثالثة في نصف نهائي نسخة 2001، والرابعة في نسخة 2011، والخامسة في نسخة 2015.